شهر على انهيار مبنى المنصورية
الهندسة، عن مهنة اختطفها السوق
ثمان ضحايا (جميعهن نساء) وأربعون عائلة ناجية مشردة. هذه هي حصيلة انهيار المبنى D من مشروع يزبك – حاموش في حي بدران (المنصورية) في 16 تشرين الأوّل، والذي تبعه إخلاء ثلاث أبنية (فيها …
بحث: ريان علاء الدين، كريستينا أبو روفايل، عبير سقسوق وتالا علاء الدين
إعداد: ريان علاء الدين، كريستينا أبو روفايل
يصعب أن نتفاجأ اليوم من الانهيارات الحاصلة في المباني حول الأراضي اللبنانية، ونحن نعي كمية العوامل القانونية والمادية التي أضعفت بنيتها وزعزعتها، كما نعي غياب المبادرات الرسمية للتأكد من صحة المباني، الموجودة منها والتي تنشأ.
وبالتالي فإن ما نشهده اليوم هو تمظهر لسنين من الأحداث العسكرية، تبعتها إجراءات تضع الربح كأولوية، مع تناسٍ تام لسلامة الناس والبيئة.
فالبيئة اللبنانية، مبنية كانت أم طبيعية، مازالت تحمل ندوباً عميقة لتاريخ طويل من العنف. وقد شهدت الحرب الأهلية استهدافاً مباشراً للبنى التحتية والمباني والأحياء، وهو ما تفاقم نتيجة الاعتداءات الاسرائيلية المستمرة والاجتياح، بالإضافة إلى تفجير مرفأ بيروت سنة 2020، وتداعيات الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا عام 2022.
وبالإضافة إلى الدمار الناتج عن هذه الأحداث، فضّلت الدولة اللبنانية، عند كلٍ تحدٍّ، التماس حلول من خلال السياسات النيوليبرالية، ممّا أدّى بالتالي إلى محو نهائي للنسيج العمراني في مناطق عدّة، وانهيار المباني، وإنتاج خلل في مسار الحياة اليومية.
اليوم، تشهد البيئات الحضرية في لبنان تآكلاً كبيراً، خلال ما يُمكن أن نعتبره المرحلة الأكثر انحطاطاً.
بذلك، يكشف هذا الملف عن بعض القوى والبنى التي أدّت إلى انهيار العديد من المباني خلال الأشهر الماضية، موثّقاً تأثيرها، ومحاولاً تقديم تصوّر حول الخيارات البديلة نحو عمران أكثر عدالة.
يحتوي الملف على مقالات وتقارير تسلّط الضوء على استكشاف البُنى والقوى التي أدّت إلى تدهور البيئة العمرانية في لبنان، الأسباب الرئيسية وراء الانهيارات المؤخرة، وكيفية اتّخاذ الإجراءات المناسبة لتفادي المزيد من الكوارث، بالإضافة إلى توثيق حالات انهيار من المناطق ومصائر الأهالي فيها في ظلّ غياب البدائل السكنية.
ريان مهندسة مدنية حاصلة على ماجستير أشغال عامة وتخطيط طرقات من الجامعة اللبنانية (2019)، وماجستير في الهندسة الجيوتقنية عبر برنامج مزدوج بين جامعة ليل في فرنسا والجامعة اللبنانية (2021).
باستخدام أدوات بحثية وميدانية متنوعة، تهتم بالتعرّف على ديناميكيات البيئة المدينية، وتفاعل هذهالبيئة مع الناس. كما يشمل عملها رصد تطوّر المتغيّرات والعوامل المدينية المختلفة ومراقبتها.
تالا، معماريّة وباحثة حَضرية. يركّز عملها على قضايا السكن والأرض في لبنان، ويشمل دراسة التصاميم التوجيهية الصادرة عن المناطق اللبنانية وتحليلها وانعكاساتها على حياة الناس اليومية، ورصد ممارسات المؤسسات المعنية بالتخطيط، والمناصرة لتفعيل الأدوات والمناهج التشاركية في التخطيط وإعادة الإعمار. حازت على شهادات التميّز الأكاديمي والمنح الدراسية من مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة والجامعة اللبنانية الأميركية، وحصلت على ماجستير في الهندسة المعمارية من الجامعة اللبنانية، كلية العمارة والفنون الجميلة، الفرع الثاني (2017).
كريستينا، معماريّة وباحثة حضريّة، حاصلة على ماجستير في الهندسة المعمارية (2015) وفي التخطيط المديني (2017) من الجامعة اللبنانية، كلية العمارة والفنون الجميلة. تعمل حالياً على مشاريع بحثية متنوعة مرتبطة بالقضايا العمرانية، الأملاك العامة وغيرها من المواضيع المتعلّقة بالحقّ في المدينة.
تخرجت عبير كمهندسة معمارية في العام 2005، ثم حصلت على ماجستير في التخطيط المديني. هي عضو مؤسس في استوديو أشغال عامة. يشمل تركيز بحثها العلاقة بين العمران والقانون، الملكية والمساحات المشتركة، والحق في المدينة للمجتمعات المهمشة. كما تعمل عبر شراكات متعدّدة على تطوير الطرق التي تحفّز دور الجماعات المحليّة في تخطيط مستقبل مساحاتهم ومُدنهم وصياغته. هي أيضاً عضو في المفكرة القانونية (منذ 2014) وعضو مؤسس في مجموعة الدكتافون (منذ 2009).