النازحون/ات والعائدون/ات: بين ارتفاع الإيجارات واستهداف إسرائيلي للبيوت الجاهزة

المصدر: مقالات في المدن والأخبار عن ارتفاع الإيجارات  في الضاحية والجنوب وعن استهداف اسرائيل للبيوت الجاهزة في الجنوب.

بحسب منظمة الهجرة الدولية، بلغ عدد النازحات\ين نتيجة الحرب الإسرائيلية على لبنان، حتى 2 أيار 2025 نحو 90,020 شخصاً. يعيش 73% منهم في الإيجار في مختلف المناطق اللبنانية، بينما لا يزال 1% منهم يقيمون في 15 مركز إيواء، معظمها في الشمال. وقد بلغ عدد العائدين 970,470 شخصاً. تطرح هذه الأرقام إشكالية الحقّ في السكن في أعقاب وقف إطلاق النار، سواء بالنسبة للنازحين/ات أو العائدين/ات.

فقد تبيّن أنّ أصحاب الشقق في بلدات الجنوب وأحياء الضاحية الجنوبية لبيروت، التي تشكّل مناطق العودة، رفعوا بدلات الإيجار منذ وقف إطلاق النار بنسبة تتراوح بين 50 و70%، نتيجة طمعهم بالتعويضات التي تلقّاها النازحون/ات. وفي بعض الحالات، طالب المالك باستعادة الشقة لتأجيرها بسعر أعلى. فقد وصلت بدلات الإيجار، بحسب بعض السماسرة1منصور.ف. (2024). إيجارات البيوت في الضاحية “تشتعل”: التشرّد حرباً وسلماً. المدن. متاح على: إيجارات البيوت في الضاحية “تشتعل”: التشرّد حرباً وسلماً و حمود.ز. (2024). أسعار خياليّة وشروط تعجيزية: أزمة سكن تطلّ برأسها في الضاحية والجنوب. الأخبار. متاح على: أسعار خياليّة وشروط تعجيزية: أزمة سكن تطلّ برأسها في الضاحية والجنوب.، في مناطق الكفاءات، الغبيري، الجناح، السان تيريز ومنطقة الجاموس – حي الأميركان إلى ما بين 1000 و1200 دولار أميركي، وصولاً إلى 1500 دولار، مع اشتراط تسديد 3 إلى 6 أشهر سلفاً، بالإضافة إلى شهر عمولة في بعض الحالات. أمّا في محلة الصفير، فقد ارتفعت الإيجارات من 500 إلى 750 دولاراً أميركياً. وفي محيط مستشفى بهمن وبئر العبد، تراوحت بدلات الإيجار بين 800 و900 دولار أميركي. وفي الأوزاعي وبرج البراجنة، بلغت ما بين 350 و400 دولار. وفي حي السلم، ارتفعت من 200 إلى 300 دولار، وفي المشرفية من 400 إلى 750 دولار، وفي المريجة من 400 إلى 600 و800 دولار أميركي. أما في منطقة صور، فقد بلغت بدلات الإيجار للشقق غير المفروشة 600 دولار في معركة و1200 دولار في الحوش. وفي النبطية، وصلت إلى 500 دولار للشقق غير المفروشة، و700 دولار للمفروشة، بينما ارتفعت في تول (النبطية) من 150 إلى 500 دولار أميركي.

تجدر الإشارة هنا، أنّ الاستهدافات الثلاث في الضاحية في آذار ونيسان أثارت القلق بين سكان المنطقة، ما دفع البعض إلى مغادرتها مؤقتاً أو البقاء فيها طالما لا حرب مُعلنة، في حين اضطر آخرون إلى نقل سكنهم خارج الضاحية بشكلٍ نهائي، بحيث سارع عدد من سكان الضاحية إلى عرض شققهم للبيع بهدف الاستئجار أو الشراء خارجها، ما زاد العرض في ظلّ تراجع الطلب، وأدّى إلى انخفاض أسعار الشقق2شرّي.إ. (2025). العدوان يُفقد أهالي الضاحية الأمان: خياراتٌ أحلاها مرّ. المفكرة القانونية. متاح على: العدوان يُفقد أهالي الضاحية الأمان: خياراتٌ أحلاها مرّ| Legal Agenda.

بغض النظر عن ذلك، أدّى ارتفاع الأسعار إلى زيادة العبء على النازحين/ات، فحتى لو تلقى معظمهم بدل إيواء عن سنة كاملة وصل إلى نحو 6,000 دولار أميركي(عبر القرض الحسن)، لم يعد هذا المبلغ كافياً لتغطية كلفة الإيجار في ظلّ ارتفاع الإيجارات. إلى جانب ذلك، فقد العديد منهم/ن أعمالهم/ن وسبل عيشهم/ن، ما جعلهم/ن عاجزين/ات عن تلبية حاجاتهم/ن الأساسية، ومن بينها تأمين سكن لائق.

من جهةٍ أخرى، عاد بعض النازحين/ات إلى بلداتهم المدمرّة هرباً من ارتفاع إيجارات المنازل في البلدات التي سكنوها خلال فترة النزوح3سعد.ح. (2025). حولا وميس وبليدا: مساواة بالدمار وتفاوت بعودة الأهالي. المدن. متاح على: حولا وميس وبليدا: مساواة بالدمار وتفاوت بعودة الأهالي وسعد.ح. (2025). بلدات القطاع الشرقي خاوية إلا من شاحنات جمع الخردة. المدن. متاح على: بلدات القطاع الشرقي خاوية إلا من شاحنات جمع الخردة. وقد لجأ بعضهم إلى البيوت الجاهزة نتيجة الدمار الذي طال منازلهم، أو اضطروا للسكن في ظروف غير ملائمة في ظل غياب الخدمات الأساسية كالمياه والكهرباء والاتصالات، بالإضافة إلى نقص في الحاجات اليومية الأخرى. ويُعرّض ذلك حياة العائدين/ات للخطر في ظلّ الخروقات الإسرائيلية المتكرّرة التي تستهدف البيوت الجاهزة كما وتستهدف أي مظهر من مظاهر الحياة ومقوّماتها4ربيع.ن. (2025). إسرائيل تدمر البيوت الجاهزة: جنوبيون تراب الأرض يعرفهم. المدن. متاح على: إسرائيل تدمر البيوت الجاهزة: جنوبيون تراب الأرض يعرفهم، كما حصل في بلدة يارون حيث دمّر القصف الإسرائيلي أحد الخزانات البلاستيكية الكبيرة بعد تركيبها من قبل مؤسسة مياه لبنان الجنوبي5متاح على: (2) KPN Lebanon – مياه الجنوب: تسليم عدد اضافي من خزانات المياه… | Facebook، أو في بلدة عيتا الشعب حيث استُهدفت الحفارات، وحتى في منطقة كروم أبو العلا شرق بلدة ميس الجبل، حيث أطلق الجيش الإسرائيلي النار على تجمّع للأهالي وموظفين من مجلس الجنوب خلال الكشف على المنازل المتضرّرة6 المدن. (2025). صيادو الناقورة في مرمى الاستهداف الإسرائيليّ مجدّدًا. متاح على: صيادو الناقورة في مرمى الاستهداف الإسرائيليّ مجدّدًا، وغيرها من الاستهدافات. فمنذ توقيع اتفاقية وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني 2024، استطعنا توثيق وقوع 144 عملية إطلاق نار استهدفت الأهالي العائدين، من بينها عمليات تمشيط لأحياء سكنية كاملة باستخدام الأسلحة الرشاشة. هذا وتمّ استهداف البيوت الجاهزة في كل من رامية، كفركلا، يارون، شيحين، الناقورة، حولا، عيتا الشعب، البستان، الزلوطية، محيبيب، وميس الجبل.

بهذا، يعاني كل من النازحين/ات والعائدين/ات من صعوبة الوصول إلى سكن ميسّر وملائم وآمن. من هنا، تبرز الحاجة إلى ضمان الدولة الحق في السكن من خلال توفير الحماية الفعلية للسكان من جميع أشكال الاستهداف وتأمين سكن بديل للنازحات/ين إلى حين تأهيل المساكن المتضرّرة وغير القابلة للسكن. كما يستلزم ذلك ضمان استدامة السكن وتأمين متطلبات الإيجار العادل والميسّر خلال المرحلة الانتقالية، إلى حين إعادة البناء، إضافة إلى ضبط سوق الإيجارات وتحديد بدلات الإيجار وفق مؤشراتٍ عادلة، لا سيّما في المدن الرئيسية ومحيطها، حيث قد يتمركز العدد الأكبر من النازحين/ات.

المراجع:

إعادة الإعمار والتعافي السكن لبنان محافظة جبل لبنان محافظة جنوب لبنان