هناك بعض الإحصاءات الوطنية على عدد الأسر التي تسكن في بيروت تحت قانون ضبط الإيجار، آخرها أُجري في العام ٢۰۰٤ وأشار أنّ منطقة الباشورة تحتوي على النسبة الأعلى من المستأجرين القدامى. إلّا أنّ هذه الإحصاءات لا تقدم فهماً معمقاً حول سبل عيش هذه الأسر وسياقها المجتمعي. رسم خريطة الإيجارات في الباشورة كان الخطوة الأولى نحو إنتاج معلومات بديلة عن السكن في بيروت.
فريق العمل
عبير سقسوق
نادين بكداش
المشاركون
ساره بيطار، عباس سبيتي، سينتيا مطر، محاسن حلبي، مي حجار، مي نبهان، آيا شاهين، محمود الصفدي، جيسي بو جرجس ، ابراهيم سويدان ، مروة مزياد، ديما ريدان، رشيد أبي عاد، زينب حسن، ملاك رحال، ريم مزهر، مارسيل خطيب، عامر المهتار، داريا الصمد.
بالتعاون مع أو بدعم من
الجمعية الاقتصادية اللبنانية
منذ إنشائها عام ١٩٩٤، رسمت شركة سوليدير حدود واضحة للمنطقة التي تقع ضمن نطاقها. الأحياء المتاخمة لها تشكل اليوم حزاماً يلتف حول النواة التاريخية للمدينة. هذا الحزام هو في الواقع واحد من الأماكن القليلة المتبقية التي لا تزال تشهد على النسيج التاريخي لبيروت. هذه الأحياء هي في معظمها تجمعات عمرانية كثيفة، سكانها من المستأجرين القدامى، والتي هي مهددة باستمرار من قبل الإخلاء بسبب المشاريع العقارية المطلة على “سوليدير”.
اخترنا حيّ الباشورة الذي يقع إلى جنوب سوليدير كمثال أول لدراسة الأوضاع السكنية في بيروت من منظور أحياء المدينة وسكانها، عبر منهجية ورش العمل التشاركية. تتميّز الباشورة بنسيج عمراني قديم، وبحركة تجارية تتمثل بدكاكين صغيرة وحرفيين ومناجر خشب وكاراجات ميكانيك وغيرها، كما تتميّز بمساحات خارجية نابضة حيث يلعب الأولاد في الأزقة والشوارع، ويجلس المسنين على الأرصفة للتجمع وتقضية الوقت.
اتبعنا منهجية ورش العمل التدريبية التي هدفت الى تمكين المشاركين على إجراء البحوث الميدانية من خلال تحليل خرائط، إجراء مسح للمستأجرين القدامى، إجراء مقابلات مفصلة مع سكان قدامى، رسم خرائط استخدام الأراضي، التشريعات وتحليل الملكية، وتحديد الفاعلين وأصحاب المصالح. كما هدفت الدورة التدريبية إلى تقديم لمحة عامة عن تاريخ قانون الإيجار القديم ومناقشة إشكاليته وأهميته في النقاش العام حول السكن.
أنتجنا سوياً كرّاس لكل سكان المدينة. ندعو الجميع للتفاعل معه والمساهمة في المناقشات حول المواضيع الذي يثيرها. لقد أثبتت تجاربنا الجماعية أن إنتاج المعرفة ونشر المعلومات هم أساسيين في طرح البدائل. ونأمل أن يكون الكرّاس بداية لمزيد من التفاعلات مع أناس وأماكن، وللمزيد من الحكايا الغير مرويّة.