شكّل مشروع «أن نرسم بيروت من روايات مستأجريها» مبادرةً لنقاش إمكانيّات السكن في بيروت، وفهمها ضمن سياقاتها التاريخيّة والإجتماعيّة. في العدد السابق ركّزنا على التغيّرات العمرانية التي تطال حىّ مار مخايل، الروم والبدوي وتداعيات ذلك على سبل عيش السكّان، خاصة فيما يخصّ التهديد المستمر لإخلاءهم تمهيداً لقيام مشاريع عقارية واستثمارات تختزل قيمة الأرض لتصبح مجرّد سلعة لمضاعفة الأرباح. من خلال هذه الدراسات نهدف إلى إبراز القيمة الإجتماعية للأرض. ركّزنا في بحثنا على عمليات الإخلاء المحليّة وشبكات القوى، كونها الإطار الناظم لحجب وزعزعة تلك القيمة، والتي تشمل العلاقات التاريخية، الثقافية والإقتصادية.
المشروع هو نتاج ورش عملٍ، خضنا من خلالها تجربةً جماعيّةً في البحث الميدانيّ والنقاشات التالية له. وتعرّفنا مع المشاركين والمشاركات عن كثبٍ إلى ستة أحياءٍ بيروتيّة، لنفهمها من خلال روايات سكّانها المستأجرين والمالكين القدامى. بحثنا في تاريخ تشكّل الحيّ، ملكيّة الأراضي، والمشاريع العقارية المخطّط لها فيه.
المصيطبة
تعرضت المصيطبة لموجات متعددة من الهدم والإخلاء في مراحل مختلفة. كان أولها يوم قررت الدولة في العام 1972 شق طريق سليم سلام وتنفيذ تخطيطات فتح طرقات فدفعت تعويضات للعائلات للخروج من الحيّ الذي ابتلعته الطريق. وقد قامت بعدها في العام 1982 بتوسيع الطريق وفتح نفق أثر بشكل سلبي على الحيّ. في إثره، تمّ هدم بيوت كثيرة وفصل منطقة المزرعة عن المصيطبة. ومع نهاية الحرب الأهلية، تم إخلاء عدد كبير من سكان المصيطبة مقابل خلوّات، حيث أنّ معظمهم كان من المستأجرين القدامى. وقد تلقى هؤلاء مبلغاً مرتفعاً مقابل الخلو فكان كافياً لشراء شقة خارج بيروت دون الحاجة إلى قرض مصرفي. ويُحكى أنّ المسلمين إنتقلوا خلال تلك الفترة إلى عرمون وشحيم (الإقليم) والمسيحيين إلى عين الرمانة والمنصورية وعين سعادة.
تاريخياً، كانت المصيطبة من أكثر الأحياء ذات التنوّع السكانيّ. كانت العائلات المسيحية تشكل جزءاً كبيراً من مالكي الأراضي والسكان في المنطقة. وقد بدأوا بتملّك هذه العقارات في بداية العشرينيات عندما قامت سلطات الإنتداب الفرنسي بوهب الأراضي إلى العائلات التابعة لطائفة الروم الأرثوذكس في منطقة المزرعة. في حين أنّ العائلات السريانية – وفي عملية شبيهة لوصول آلاف الأرمن إلى بيروت هرباً من المجازر في منطقة كيليكيا – أتت من تركيا هرباً من المجازر. وقد سكنوا في المصيطبة حيث قدمت لهم السلطات الفرنسية أراضي وأسسوا مدرسة مار سواريوس وكنيسة مار بطرس وبولس1مقابلة مع نور الهدى مانوك، من سكان المصيطبة القدامى. .وكانت “المصيطبة المسيحية” بحسب توصيف الباحث جورج ناصيف تشكل الشق الجنوبي من المنطقة.
أما القسم الشمالي معروف بمنطقة “آل سلام”، العائلة التي كانت تملك معظم العقارات والأملاك في المنطقة. تميّزت المنطقة ببيوت تشبه القصور ومُحاطة بالبساتين. كانت تلك العائلات متوسّطة الدخل، ويعمل معظم أفرادها في مرفأ بيروت وشركتي الكهرباء والمياه.
في بداية الخمسينيات، ترك العديد من العائلات قراهم في جنوب لبنان. وتوجهوا إلى بيروت حيث عملوا في المرفأ وفي أعمال البناء والطلاء وكعمال في بلدية بيروت. اختاروا المصيطبة – كما يشرح بعض سكان الحيّ – لوجود ما يسمّى ببيوت “الدار” والتي يتكوّن الطابق الأرضيّ الرمليّ فيها من غرف متعددة. وكان يتم تأجير هذه الغرف إلى عائلات متعددة. ويشرح أحدهم: “تشاركنا نحن وعائلات جنوبية أخرى غرف المنزل ذاته الذي كان المطبخ والحمام فيه مشتركين. كانوا يأتون من قراهم بحثاً عن العمل ومعهم فرش نومهم الخاصة. فتكفيهم مساحة صغيرة للنوم مقابل 3 ليرات في الشهر”. سمّى البعض هذه العملية بأنها “إيجار واستئجار.”2مقابلات مع أبو حسين وباران حمدو، من سكان المصيطبة القدامى.
ما الذي يهدد سكّان المصيطبة؟
تُعدّ المصيطبة اليوم من المناطق الأكثر حيّوية للسكن اذ يقصدها مستأجرون جدد فيما حوالي 60% من سكانها هم من السكان الأصليين للمنطقة (بحسب عيّنة 350 مبنى تمّ إحصاؤها) .لكن تواجه نسبة كبيرة من هؤلاء السكان، ومنهم سكاّن الأحياء العتيقة مثل زاروب عبلا وزاروب الصفح وزاروب الباشا وزاروب الفرن خطر الإخلاء والهدم. صمدت هذه الأحياء لأسباب مختلفة في وجه خطر الهدم، ولكن سكانها المستأجرون القدامى يعانون من ضغوطات وتهديدات متعدّدة؛ منها شراء العقارات، خاصة تلك التي تحتوي على أبنية ذي قيمة تاريخية وتراثية، ضبابية السلطات المعنية، كوزارة الثقافة، في حماية الأبنية التراثية، النفوذ السياسي والمالي للمالكين المحليين، الوضع القانوني لورثة الملك، واستراتيجيات الإخلاء. وجدنا في المصيطبة 37 مبنى تم إخلاؤه أو مهدد بالإخلاء. 18 منها أصبحوا مباني مهجورة يخطط لهدمها ومنها المصنّف تراثياً، فيما الباقي أبنية مأهولة يتخللها شقق خالية، لكلّ منها قصتها مع التهديد في الإخلاء .
بيروت يا بيروت: سليم سلام يمزّق حيّ المصيطبة
أخرج مارون بغدادي) ولد في بيروت عام 1950 وتوفي عام 1993) فيلمه الروائي الطويل الأول “بيروت يا بيروت” عام 1975. قيل أنّ هذا الفيلم كان بمثابة نبوءة بالحرب الأهلية اللبنانية. فالفيلم تعامل مع ديناميكية المدينة كموضوع أساسي وروى قصصا متوازية لتغيّرات تحصل في مدينة بيروت تعكس جو الخطر القادم. ابتعد الفيلم عن القوالب الجاهزة حينها في السينما اللبنانية والمصرية، ليطرح نوعا مختلفا من السينما التي تتفاعل مع السياسة اليومية في حياة المدينة.
يروي الفيلم قصة «مجموعة من الشباب الذين يعيشون في لبنان منتصف السبعينيات، منهم )إميل( الشاب الذي يتصور أن الكون يبدأ، وينتهي عنده، وكمال الذي يعيش تحت أسر فكرة أن بيروت مقسمة إلى شطرين، بسبب الرأسمالية البغيضة، و)صفوان( صديقهما الثالث الواقعي الذي يحاول تغيير رؤية صديقيه للواقع».
ضمن هذا الإطار الروائي، يصوغ الفيلم قصة إخلاء مبنى، تمهيداً لهدمه بغية تشييد طريق سليم سلام – الذي شطر حيّ المصيطبة إلى قسمين في أواخر الستينات. ينقل الفيلم نقاشات المستأجرين لمجابهة خطر الإخلاء بحميمية وبتشابه معبّر لعمليات إخلاء راهنة يتعرّض لها المستأجرون القدامى وأدوات الضغط على المالكين القدامى لبيع عقاراتهم لشركات عقارية.
يفتح الفيلم أيضاً نقاشاً عن مهنة المحاماة والصحافة والمسؤولية الإجتماعية التي تترتب على ممارسي هذه المهن. يلاحق بطل الفيلم عزّت العلايلي قضية إخلاء المبنى، كونه محاميا، فيقابل صديقه المحامي الموكّل من قبل الشركة العقارية الأميركية التي ستشتري المبنى لإخلاءه تسهيلاً لهدمه. يقول هذا الأخير له: “ما بتشوف إنو من الأفضل هدم المبنى وتشييد بناية عصرية فيها كل المواصفات الحضارية بيرفع من شأن المنطقة؟ كمال هيك بدنا نضل نحلم ونبرر رومنسيتنا بالفقر والتعتير؟” ما يدفع العلايلي إلى مغادرة الإجتماع.
يصوّر الفيلم بإنسانية سياسية حالة العجز الذي يشعر به المستأجرون في مسار نضالهم للحفاظ على بيوتهم. يصوّر وجوه الشيوخ الصبورة والقلقة واندفاع الشباب لمواجهة قوى الإخلاء وامتلاك أدوات يصنعون بها مستقبلهم بأنفسهم. “بلغونا بإنذارات الطرد! هيدي قضية ما فينا نسكت عنها، اذا بلشوا بهالطريقة، وسكتنا، ما في شي بردهم ”.
تشتبك قصة الإخلاء مع قصة فساد الطبقة السياسية فيتبيّن أن مدير مجلس إدارة الشركة الأميركية يعمل لصالح مسؤولين سياسيين هدفهم شراء المبنى. يعرّي الفيلم سياسة التشجيع على الإستثمار العقاري تحت راية «الحضارة» و«التطوّر» بمنأى عن التداعيات الإجتماعية وتمزيق الأحياء التي يسببها الإخلاء.
على عكس أحياء البدوي والروم/مار مخايل )العدد السابق(
حيث وجدنا أنّ الأغلبية الساحقة من عمليات الإخلاء والهدم هي جراء تغيّر في الملكية لصالح شركات عقارية لا علاقة لها بالحيّ، وجدنا في أحياء طريق الجديدة والمصيطبة أن بعض مالكي الأراضي القدامى هم من يقومون بعمليات استثمار الأراضي، إمّا بمفردهم أو عبر تزاوج مع مطوّرين عقاريين.
طريق الجديدة
تعيش جمانة وعائلتها المؤلفة من سبعة أشخاص معاناة منذ إنتقالهم من البيت الذي ولدوا وترعرعوا فيه في منطقة الطريق الجديدة )ساحة أبو شاكر)، للسكن في برجا الواقعة خارج بيروت. أُجبرت العائلة على ترك بيتها “التاريخي” والإنتقال إلى “منطقة لا يربطها بها سوى البيت الجديد، الذي تعيش فيه”، بعد بيع المبنى القديم لشركة عقاريّة قرّرت هدمه واستبداله بمبنى جديد. كان التعويض الذي دفعته الشركة لهم بسيطًا جدًّا، ولا يسمح باستئجار أو شراء منزل ضمن بيروت. كانت العائلة قد اشترت البيت في برجا قبل عشر سنوات، إلّا أنّها عرضته للبيع مرّات عدّة بسبب تردّدها العيش فيه. وبعدما إضطرت إلى مغادرة بيروت، حصلت على قرض من المصرف لتجهيز البيت، وجعله صالحًا للسكن. إبتعاد أفراد عائلة جمانة عن المحيط الذي كبروا فيه، والعادات التي ترّبوا عليها، والجيران والأصدقاء الذين عاشوا بينهم، ولّد “شعورًا بالغربة …غربة لم نستطع التأقلم معها”. أضف إلى ذلك المسافة الطويلة التي عليهم اجتيازها يوميًّا للذهاب إلى عملهم في بيروت، وتحمّل زحمة السير وكلفة المواصلات. بعد سنة من العيش في برجا، قرّرت جمانة ترك منزل العائلة والعودة إلى بيروت. واستأجرت غرفة في شقّة تتشاركها مع عدد من الفتيات. كان قرار مشاركة السكن بالنسبة إليها صعبًا في البداية.
لكنّه كان الأسهل والأوفر، كون بدلات الإيجار باهظة وقدرتها على شراء بيت من سابع المستحيلات. إنّ جوّ التوتر والإرباك هذا طال عائلة جمانة كلّها، وتحديدًا والدتها. فتدهورت صحّتها، وأُدخلت المستشفى مرّات عدّيدة. تقول جمانة “الجيران كلّهم للأسف يتعرّضون للضغوط والمعاناة نفسها، واضطروا إلى الإنتقال إلى الجيّة وجدرا وسبلين.”
تُعرف تاريخياً منطقة طريق الجديدة على أنها المنطقة الممتدة من ثانوية المقاصد في الحرج من جهة الشمال حتى آخر شارع صبرا من جهة الجنوب. بدأت عمليات البناء والسكن في الطريق الجديدة في أوائل القرن العشرين، تحديداً مع بداية مرحلة الإنتداب الفرنسي. فقامت سلطات الإنتداب بوهب أراضٍ في طريق الجديدة إلى بعض السكان الروم الأرثوذكس القاطنين في منطقة المزرعة شمال طريق الجديدة .3Mohamed Hafeda, Bordering Practices: Negotiating and Narrating Political Sectarian Conflict in Contemporary Beirut, PhD UCL, 2014 خلال سنوات قليلة، قام المالكون الجدد بفرز العقارات الكبيرة من 10 آلاف متر مربع إلى عقارات صالحة للبناء بمساحة 1000 أو 700 أو 500 متر مربع. وقامت العائلات التي انتقلت من المدينة القديمة أو البسطة بغاية تحسين وضعهم السكني بشراء قطع الأرض المفرزة والبناء عليها .4مقابلة مع مروان غندور، من سكان طريق الجديدة وأستاذ في قسم العمارة في جامعة أيوا
مع توسع العاصمة في الثلاثينيات، أصبحت المنطقة مأهولة بالسكان وقدم اليها أيضاً عائلات لبنانية من إقليم الخروب باحثين عن فرص العمل والدراسة. سنة ،1948 نزح الكثير من عائلات الساحل الفلسطيني (حيفا، عكا، يافا) إلى الطريق الجديدة لوفرة المساكن فيها. سنة 1960، مع تأسيس جامعة بيروت العربية، استقطب الحيّ طلابا لبنانيين وعربا ساهموا في تنوع السكان وإنشاء المقاهي. أما بين أعوام 1969 و1982، فقد كان تأثير المنظمات الفلسطينية قويا في الحي خاصة أنه كان فيه قاعدة شعبية واسعة موالية للحركات الناصرية.5Abir Saksouk, Expanding the network of municipal public libraries in Beirut, Neighborhood study: Tariq Jadidah. Assabil Association, 2006
وكانت منظمة التحرير الفلسطينية هي التي تؤمّن خدمات كالمياه والكهرباء في الحي. وبعد إنسحابها عام1982 ، عانى الحي من نقص حادّ في الخدمات. حتى بعد إنتهاء الحرب الأهلية، كان دور الدولة اللبنانية شبه غائب، مما أفسح المجال أمام الجمعيات، خاصة الإسلامية منها، بأن تلعب دوراً مهماً جداً في تقديم المساعدات والخدمات للعائلات المحتاجة.
وقد ساهم هذا المسار التاريخي في خلق شبكات وروابط إجتماعية جعلت شعور الإنتماء إلى المنطقة قوياً جداً.
التطوير العقاري يهدد التنوّع والإنتماء الى طريق الجديدة
خلال عملنا الميداني في آب 2015 ضمن طريق جديدة (انظروا إلى الخريطة) قمنا بإحصاء 381 مبنى، رصدنا فيها 175 عائلة تمّ إخلاؤها مؤخراً أو مهددة بالإخلاء، و27 مبنى تمّ هدمها مؤخراً أو مُهددة بالهدم، و88 مبنى تمّ تشييدها خلال السنوات العشرين الماضية على أنقاض بيوت سابقة. والإنتقال من البيت أو الحي الذي لطالما سكنه الفرد، وخصوصاً عندما يضطر للإنتقال في شيخوخته، يشكل تعنيفاً نفسياً وعاطفياً، بالإضافة إلى الخلل المادي والاجتماعي بفعل الابتعاد عن العمل والعلاقات الإجتماعية. والأكثر عُرضة لهذا النوع من التعنيف هم الفئات الهشة، ذوو الدخل المحدود والمُسنّون والأشخاص المُعوّقون.
فيصبح البقاء في الحي، بطريقة أو بأخرى، الوسيلة الوحيدة لمواجهة هذه الآليات التهجيرية، كما تبرهن قصة جمانة. والذي قد يساعد في ذلك هي العلاقات الاجتماعية المترابطة التي لطالما تميّزت بها طريق الجديدة، حيث يسكن اليوم حوالي ربع مليون نسمة. فهي تضمّ أكبر تجّمع للمؤسسات الإجتماعية والتعليمية في بيروت، وتنتشر فيها المعالم الثقافية كالمقاهي، الأبنية التاريخية، والملعب البلدي. كما تشتهر بأسواقها، فنجد فيها سوق القماش وسوق عفيف الطبية، بالإضافة إلى سوق صبرا وهو أكبر سوق شعبي في بيروت.
لكن عمليات الإخلاء والتغييرات العمرانية التي نشهدها تؤثر سلباً على الترابط الإجتماعي والتنوّع التاريخي في الحيّ. من أهم مسببات هذه التغييرات العنيفة فقدان الضوابط على السوق العقاري وعلى ارتفاع أسعار العقارات، كما هي تداعيات مباشرة لغياب سياسات سكنية شاملة والتي تؤثر بشكل أعنف على الأحياء القديمة والأكثر فقراً.
تشكّل التغيرات الجذرية التي تُرسم لحيّ العرب مثالاً مثيراً للإنتباه لتداعيات غياب التنظيم المدني والسياسات العقارية والسكنية. كانت المنطقة أشبه بقرية بيوتها مؤلفة من طبقتين وتكسوها مساحات خضراء. وقبل أن تقوم الدولة اللبنانية بشق طريق بين حرش الصنوبر وحي العرب، كانت علاقة الحيّ قوية جداً بارتباطها مع الحرش. إلاّ أنه ومنذ ذلك الحين ارتفعت أسعار العقارات في الحيّ ليصبح الأغلى في طريق الجديدة حيث يصل سعر المتر إلى 2400 دولاراً لكونه الأقرب من حرش بيروت ويطل عليه. يتشكّل حيّ العرب اليوم من ٥٦ مبنى، معظم سكانه من المالكين القدامى، وحوالي ١٥٪ من سكانه هم مستأجرون قدامى. تجري الإتفاقات حالياً بين مالكي الأرض، مطوّرين عقاريين وتجار بناء محليين لبناء مشروع استثماري يزيد فرص الربح من أرض ترتفع قيمتها العقارية. الجدير بالذكر أنّ معظم سكان حيّ العرب هم من عائلات آل العرب، وأنّ مهندسي آل العرب هم من يرسمون مستقبل هذا الحيّ، الذي يحمل في طياته حكماً تشريد العائلات الأكثر فقراً سواء كانت مستأجرة أو مالكة، في سبيل الإستثمار العقاري .
المراجع
- 1مقابلة مع نور الهدى مانوك، من سكان المصيطبة القدامى.
- 2مقابلات مع أبو حسين وباران حمدو، من سكان المصيطبة القدامى.
- 3Mohamed Hafeda, Bordering Practices: Negotiating and Narrating Political Sectarian Conflict in Contemporary Beirut, PhD UCL, 2014
- 4مقابلة مع مروان غندور، من سكان طريق الجديدة وأستاذ في قسم العمارة في جامعة أيوا
- 5Abir Saksouk, Expanding the network of municipal public libraries in Beirut, Neighborhood study: Tariq Jadidah. Assabil Association, 2006