التوزيع غير العادل لمراكز الإيواء: ضرب للمسؤولية المجتمعية المشتركة

المصدر: بيانات اللجنة الوطنية لتنسيق عمليات مواجهة الكوارث والأزمات

خريطة توزيع المؤسسات التعليمية المعتمدة كمراكز لاستقبال النازحات/ين ضمن بيروت لغاية 3/10/2024

يبلغ عدد المراكز المعتمدة لاستقبال النازحات/ين ضمن بيروت، والتي تضمّ المدارس الرسمية عامةً، إضافةً إلى بعض المجمعات التربوية والمعاهد المهنية والجامعات التي حدّدتها وزارة التربية والتعليم العالي (61 مركز)، ومراكز تعليمية خاصة (33 مركز)، ومراكز أخرى (20 مركز)، حوالي 114 مركزاً، بحيث تمّ فتح حوالي 83% من المراكز تعليمية الرسمية في المنطقة كمراكز إيواء، وذلك بحسب البيان رقم 13 الصادر عن اللجنة الوطنية لتنسيق عمليات مواجهة الكوارث والأزمات. وتستقبل هذه المراكز حوالي 40 ألف نازح/ة بحسب التقرير السابع حول الإعتداءات الإسرائيلية على لبنان الصادر عن وحدة إدارة مخاطر الكوارث. وبينما تتركّز معظم هذه المراكز ضمن بيروت في محلّة المزرعة، المصيطبة، راس بيروت، الباشورة وزقاق البلاط العقارية، والتي تشهد نتيجة ذلك ضغطاً وكثافةً سكانية كبيرة، لم تُفتح إلّا القليل منها ضمن مناطق عقارية أخرى مثل المدور، الرميل، الأشرفية، إلخ، ما يسلّط الضوء على التفاوت في توزيع هذه المراكز بين مختلف المناطق ضمن نطاق بيروت البلدي من جهة – وهو ما ينطبق أيضاً على صعيد توزيع المراكز بين مختلف المناطق اللبنانية.

خريطة توزيع المؤسسات التعليمية المعتمدة كمراكز لاستقبال النازحات/ين ضمن بيروت


يساهم هذا التفاوت في زيادة الضغط على البنى التحتية في مناطق دون سواها، بحيث تشهد المناطق التي استقبلت أعداداً كبيرة من النازحات/ين زحمة خانقة في الشوارع وعلى الطرقات وتراكم السيارات في وسط الشوارع، وضغطاً على المستشفيات، محطات الوقود والمحال التجارية ومحلات البقالة والصيدليات، إلخ، ويصبح من الصعب تأمين الحاجات والخدمات اللازمة، وحتى الحركة في الشوارع. فبدلاً من توزيع مسؤولية الاستجابة والضغط المتأتي عن موجات النزوح بشكلٍ عادل ومتكافئ بين مختلف المناطق اللبنانية وهو ما يحدث بشكل كبير على مستوى الجمعيات والمجموعات والأفراد في مناطق مختلفة-، وتعزيز حالة وطنية عامة في مجابهة العدوان وتسخير طاقات المناطق ومواردها وإمكانياتها كافةً للاستجابة بالطريقة المناسبة، يساهم هذا التفاوت في تحييد مناطق بالكامل عن عملية استقبال النازحات/ين وإزالة المسؤولية المجتمعية المشتركة عنها، فضلاً عن تعزيز الانقسام المناطقي.

وقد وصلت المراكز المعتمدة لاستقبال النازحات/ين ضمن بيروت إلى قدرتها الاستيعابية القصوى، فيما يستقبل بعض منها أكثر من قدرته. وتتوزّع معظم المراكز التي مازالت قادرة على استيعاب أعداد إضافية من النازحات/ين ضمن أقضية عكار والمنية الضنية بشكلٍ أساسي، وهي بأغلبها مناطق بعيدة عن بيروت والجنوب، ممّا قد يصعّب في الكثير من الأحيان وصول النازحات\ين إليها. وبالتالي، تزداد أزمة النزوح في لبنان في ظلّ العجز عن تأمين مراكز الإيواء أو تجهيزها. وفي ظلّ عدم امتلاك مراكز الإيواء غرفاً كافية، افترش بعض النازحات/ين ممرات مراكز الإيواء، بينما يفترش البعض الآخر الأرصفة والمساحات العامة ضمن بيروت، مع العلم أنّ أغلب هؤلاء هم من اللاجئات/ين السوريات/ين أو العاملات والعمّال الأجانب نظراً لعدم استقبالهم في مراكز الإيواء.

وفي ظل حرب إسرائيلية إرهابية، تقتل كل من يقف في طريقها، يجدر العمل على فتح المزيد من مراكز الإيواء إن كان المدارس الرسمية التي مازالت مغلقة حتى الآن أو المرافق والمباني الحكومية الأخرى، بالأخصّ ضمن بيروت وضواحيها المباشرة، لمن يملكون الجنسية اللبنانية أو غيرها.

السكن قضاء بيروت لبنان محافظة بيروت
 
 
 

الحرب الإسرائيلية 2023:

مصائر الأهالي ومسارات المواجهة في لبنان

يستعيد الجنوبيون في لبنان اليوم تجارب يوميات أليمة من قلب ذاكرتهن\م الجماعية المطبوعة بالحروب الإسرائيلية المتكرّرة.وهم كثيراً ما واجهوا تداعيات هذه الحروب وحدهم، لا لشيء إلّا نتيجة الفصل التاريخي الحاصل بين الجنوب\مناطق المواجهة …

النازحات\ون يعيدون الحياة إلى مبنى خالٍ في شارع جان دارك

فُتح مبنى خالِ في شارع جان دارك لاستقبال النازحين جرّاء الحرب الإسرائيلية. إلّا أن الإعلام ضجّ استنكاراً لما اعتبره تعدٍ على الأملاك الخاصة وحقوق كبار رجال الأعمال، بدلاً من الاحتفال بتحويل الشقق الفارغة ...

نداء بشأن إشغال النازحين المساحات العامة

مع توسع نطاق الحرب وزيادة موجات النزوح بشكلٍ متسارع، برز دور المساحات العامة المفتوحة كالشوارع، الحدائق، الساحات العامة، الكورنيش البحري، والشواطئ مع توّجه عدد كبير من النازحات/ين إليها في الفترات الأولى من النزوح …