تاريخ تشكّل مخيم عين الحلوة وظلال الاشتباكات

كتابة: جنى نخّال
بحث تاريخ الأحياء: تم إعداد حكايا هذه الأحياء استناداً لبحث غير منشور أجراه مروان غندور في 2013، في إطار استديو تعليمي في الجامعة الأميركية في بيروت مع بالتعاون مع منى فواز، وأجرت البحث الميداني عبير سقسوق، وتنسيق البيانات سلوى الصباغ. تمّ ترجمة مضمون هذا البحث من الإنكليزية.
تحقيق: ربى الزهوري

هذا المقال جزء من سلسلة “المخيم والمدينة: أن نروي المناطق اللبنانية من منظور المخيّمات الفلسطينية” التي ينشر فيها استديو أشغال عامة مواداً حول المخيمات الفلسطينية في لبنان، لتشكّل ملفاً حول نشأتها، أحيائها وواقعها المكاني. سنركّز على المخيمات التي تمّ محوها، تدميرها أو هي تمرّ الآن بأزمات. 
فقد يبدو لنا أحياناً بأن الأمور ستستمرّ على حالها لمئات السنين، وبأن المباني والأحياء والمساحات من حولنا ستبقى في مكانها. لكن منطقتنا، إن علّمتنا شيئاً، فهو أن المكان متحوّل، نفقده على غفلة، في حرب أو اشتباكات، أو هزة أرضية.


في مخيم عين الحلوة البارحة، وغزّة اليوم، يفقد الفلسطينيات\ون أرضهم وأحياءهم كل يوم ولأسباب مختلفة، يشكّل الاحتلال  أو التهجير الخلفية المشتركة لها. 

يعود هذا النص إلى تاريخ نشأة المخيم وأحيائه والأحياء المحيطة به، بالإضافة إلى تأثّرها بالاشتباكات المتكرّرة، وشكل عودة الحياة الطبيعية إلى تلك الأحياء. نسعى في هذا النص، إلى استجماع أحياء المخيم وتاريخه، لتشكّل خريطة اجتماعية مكانية للمخيّم، علّنا نحفظه هنا أيضاً، لا في ذاكرة الناس فقط. 

نشأة المخيم

أُنشئ مخيم عين الحلوة عام 1948  في صيدا جنوبِ لبنان، من قبل اللجنة الدولية للصليب الأحمر بهدف إيواء نحو 15 ألف لاجئة ولاجئ فلسطيني تم تهجيرهم من قرى شمالي  فلسطين. كما في العديد من مخيّمات لبنان، سكنَ اللاجئون الخيام إلى أن اهترأت عام 1952، فقاموا حينها ببناء مساكن إسمنتية بمساعدةِ وكالة الغوث الدولية. وقد سُمِّي بعينِ الحلوة نسبةً إلى المياه العذبة التي كانت موجودة حين إنشائه. 

يُعد مخيم عين الحلوة  أكبر المخيمات الفلسطينية في لبنان مساحةً، إذ يُقارب الكيلو متر مربع ويقطنهُ اليوم أكثر من ستين ألف لاجئة ولاجئ.

في الماضي القريب، شكّل المخيّم سوقاً نابضة على الرغم من تعدد التحديات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأمنية التي هدّدت سبل عيش اللاجئين الفلسطينيين في لبنان. تاريخياً، أُنشئ عين الحلوة على تخوم مدينة صيدا -جنوب شرق صيدا القديمة وعلى مقربة من قريتَي المية مية ودرب السيم- عام 1949 على يد المنظمة الدولية للصليب الأحمر لإيواء لاجئي صفورية والصفصاف ورشيحة وحطين وقرى وبلدات أخرى في شمال فلسطين. اليوم، يضمّ المخيم عشر مدارس وعيادتين تابعتين للأونروا ومستشفيين صغيرين ويتوسّطه سوق الخضراوات المعروف بالحِسبة.  

ومنذ ذلك الحين، توسّع ما يسمى بالمخيم القديم، وصارت منطقة عين الحلوة تتكوّن من عدّة أحياء، تم إنتاج كل منها من خلال عملية متميّزة لاستخدام الأراضي دون تملّكها، من خلال التفاوض مع المناطق المحيطة. يشمل إنتاج هذه المناطق أدوات مختلفة تتنوّع بين استخدام الأراضي دون امتلاكها، وتقسيمات الأراضي غير الرسمية، والاستحواذ على مساكن في مشاريع سكنية عامة. ويحوي المخيّم اليوم عدداً من الأحياء التي لم تكن جزءاً من شكله الأساسي، كحيّ السكة الذي بُنيَ على سكّة الحديد، بشكل مستقل عن المخيم، وسكنه “النَوَر”، ثم نما ليُصبح جزءاً من منطقة عين الحلوة. 

يُشار للمناطق المجاورة للتوسّع غير الرسمي المحيط بالمخيم بإسم “المناطق المجاورة”.كما تشمل هذه الأحياء مباني مشروع المساكن الشعبية (المعروف باسم التعمير) الذي قامت الحكومة اللبنانية ببنائه حوالي عام 1958. في هذه الأحياء، تكون غالبية عمليات الاستحواذ على الأراضي عبارة عن “احتلال” للأراضي العامة، وهو استخدام يُعتبر غير قانوني للأرض، إلّا أنّه شكل من أشكال الوصول إلى السكن في ظل عدم تأمين حق الناس بالسكن. 

عين الحلوة ورؤى المشاريع الإسكانية

يقع المخيم والمناطق المجاورة له ضمن نطاق ثلاث بلديات، ويشمل مجموعة واسعة من السكان مثل اللاجئات\ين الفلسطينيات\ين الفارّين من المخيمات الأخرى في لبنان، والنَوَر، والعائلات اللبنانية المفقّرة، واللاجئات\ين السوريات\ين مؤخراً، وغيرهم.

بعد وقت قصير من إنشاء مخيم عين الحلوة، رأى مسؤولو المدينة ومخططيهم المناطق المحيطة بالمخيم كمساحات استراتيجية لتطوير التوسعات المستقبلية للمخيم والمدينة. وربما يكون أفضل دليل على ذلك وثائق مشروع الإسكان الشعبي الذي تم تطويره في محيط المخيم اعتباراً من عام 1959. 

في هذه الوثائق، تُعرّف منطقة عين الحلوة الحالية باسم “صيدا الجديدة” وتمّ تخصيصها للتطوير. بالإضافة إلى مشروع مساكن شعبية (التعمير)، ومستشفى حكومي ومدرسة، وغيرها من المرافق الحديثة المصممة لتوجيه التمدّد المديني بهذا الاتجاه. لم يتحقّق مجمل هذه الخطط العامة، فقد تمّ تنفيذ مشروع المساكن الشعبية والاستيلاء1في أعقاب زلزال 1956، خصّت المصلحة الوطنية للتعمير مدينة صيدا ومحيطها ببناء وحدات سكنية على عقارات استملكتها في المية ومية، والدكرمان، وصيدا القديمة. وبعد إنشاء المصلحة الوطنية للتعمير برئاسة إميل البستاني، وضعت تصاميم لإعادة تعمير المنازل المهدّمة أو إيجاد بدائل سكنية للمتضرّرين. واستعانت المصلحة بالمهندس الفرنسي ميشال إيكوشار كاستشاريّ، وهو الذي قاد وضع دراسة تخطيطية شاملة لمدينة صيدا في حينه. بنتيجة الدراسة، وقع الاختيار على منطقتي الدكرمان والمية ومية العقاريتين على حدود صيدا لإقامة الأبنية السكنية الجديدة التي أُطلق عليها تسمية “مشروع التعمير” نسبةً للمصلحة الوطنية للتعمير. قامت المصلحة باستملاك نحو ١٣٥ ألف مترٍ مربّعٍ من عقارات منطقة الدكرمان العقارية، وما يزيد عن ٧٠ ألف مترٍ مربّعٍ من منطقة المية ومية. بنت الدولة مشروع التعمير في صيدا لتأمين الحيازة لشريحة محدّدة من الناس – أولئك المتضرّرين من الزلزال – ضمن رؤية محدّدة لخطتها في سياق دراسة إيكوشار التي حدّدت هذه المنطقة على أنها امتدادٌ للأحياء المترفة للمدينة. بالتالي، حرمت الطبقة المفقّرة من مساحات قابلة للبناء والسكن، ممّا دفع آنذاك الحركات الشعبية اليسارية لدعم المجموعات الباحثة عن سكن ميسّر للوصول للسكن بشكلٍ غير رسميّ في المشروع. عليه إلى حد كبير من قبل عائلات لبنانية ذات دخل منخفض، في الغالب بدعم من مجموعات سياسية محلية راديكالية، ممّا وجّه تحوّل هذه المنطقة إلى مركز للنشاط السياسي والاجتماعي. 

من المقاومة إلى العزلة

علاوة على ذلك، واعتباراً من عام 1969، أصبحت عين الحلوة واحدة من المواقع الرئيسية للنضال الفلسطيني في لبنان. وهو الدور الذي سيؤدي إلى تدمير المخيم ومحيطه بالكامل خلال الغزو الإسرائيلي عام 1982 لبنان. 

بدايةً من السبعينيات، أصبحت عين الحلوة موقعاً للتنافس بين مختلف الأطراف الفصائل الفلسطينية التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية والأنظمة الإقليمية الداعمة لها. ولا تزال هذه التوتّرات تطبع الحياة اليومية لسكان المخيمات، لا سيما مع تزايد النزعة القتالية التنظيمات الإسلامية على مدى العقدين الماضيين والتي أدّت إلى اندلاع العديد من أعمال العنف. وقد أثّر ذلك على الحياة اليومية لسكان المخيم، خاصة فيما يتعلّق بتدهور الأمن الذي يؤدي إلى تفاقم حالات عدم الأمان، عزّزتها معالجات الدولة العسكرية للسيطرة علىالمخيمات. وقد كانت هذه الأحداث العنيفة ذريعة للرد العسكري للجيش اللبناني منذ التسعينيات، فقام بتسييج المخيم، وتحديد مداخله ومخارجه، ومراقبة تلك النقاط عبر الحواجز التي أقامها بهدف السيطرة على حركة الناس والبضائع. 

وفي عام 2009، بنى الجيش اللبناني أيضاً جداراً حول الجانب الشرقي من عين الحلوة، مما زاد من عزلته عن محيطه. لقد تمّ تحوير تطلعات “صيدا الجديدة” بشكل واضح وتحوّلت أحياء المخيم إلى منطقة معزولة عن محيطها.

اشتباكات مسلّحة متكرّرة

تُعدّ الاشتباكات التي حصلت في الآونة الأخيرة داخل مخيم عين الحلوة الأكبر منذ نشوئِه حتى اليوم.  وجاء نتيجتها  قصف حي حطّين ودماره بالكامل وتهجير كل سكّانه، بعد اقتحام فتح للحي حيث يتمركز الشباب المسلم. بالإضافة إلى حصار حي الطوارئ بالكامل،  كما طالت الإشتباكات حيي  التعمير والبركسات. أمّا الأحياء التي كان الضرر عليها خفيفاً نوعاً ما  فهي أحياء: الزيب، المنشية، وبستان القدس، لبعدها عن مناطق الاشتباكات. الشائع أن هذه الاشباكات بدأت على خلفية اتهام حركة فتح للشباب المسلم باغتيال قائد الأمن الوطني أبو أشرف العرموشي2 سكان المخيم داخل مخيم عين الحلوة.  

“يخضع المخيم لتقسيمات عسكرية متشعّبة”، يقول الصحافي ابراهيم عبد الرازق.3 مقابلة مع الصحافي ابراهيم عبد الرازق، أحد أبناء المخيم الذي اضطر للانتقال والعيش خارجه جراء الاشتباكات المتكررة

تتبع أحياء جبل الحليب وطيطبا والبركسات وبستان القدس لحركة فتح، بينما تتبع أحياء السكة والطوارئ وحطين والصفصاف و عرب زبيد والمنشية للجماعات الإسلامية. أما محلّة الطيرة فكانت تخضع حتى عام 2018  للجماعات الإسلامية  قبل أن تتمكّن حركة فتح من السيطرة عليها. بينما تنقسم محلّة صفوري بين حركة حماس والتَيار الإصلاحي المنشق عن فتح. يحيط الجيش اللبناني بالمخيم من سبعِ حواجز ، وهي حاجزَي المدخل السفلي والمدخل العلوي، وحاجز منطقة الحسبة، وحواجز النبعة وطيطبا والبركسات، إضافة إلى حاجز دربِ السيم.
وتنقسم الجماعات الإسلامية في مخيم عينِ الحلوة إلى عدة  أقسام وهي: عصبة الأنصار التي أعلنت أنها لا تشارك في الاشتباكات الدائرة في المخيم؛ والحركة الإسلامية المجاهدة وحركة حماس والجهاد الإسلامي التي تقف على الحياد؛ إضافةً إلى تنظيمِ جُندِ الشام وتجمّع الشباب المسلم الذين يتقاتلان مع جهاز الأمن الوطني التابع لفتح. دارت الاشتباكات على ثلاثِ محاور وهي: المحور الجنوبي حيث منطقتَي حطّين وجبل الحليب الذي تُستَخدم منه القنّاصات  ومدافع الهاون؛ والمحور الشرقي حيث حركة فتح في منطقتَي الطيرة وطيطبا اللتين تحاصران منطقتَي الصفصاف وعرب زبيد؛ أمّا المحور الشمالي فهو حيث بستان القدس وحي الطوارئ.

أمّا العم سليم محمد4 مقابلة مع أحد سكّان المخيّم.، أحد سكّان حيّ الطيرة، الذي تهجّر من حيّه فيشرح جغرافية الاشتباك كالتالي:

يحدّ حيّ الطيرة جنوباً حي الصحون قرب مستشفى النداء الإنساني ،ومن الشمال الرأس الأحمر الفوقا، أما من الشرق فبستان الطيّار الذي تحدّه مباشرة منطقة سيروب وهي تُعدّ خارج حدود المخيم، وغرباً القاطع الرابع وحي السيمرية وحي الطيرة بالقرب من الصفصاف والرأس الأحمر الفوقا.
جنوب عين الحلوة، تدور الاشتباكات بين حيي جبل الحليب وحطّين، ويفصل بينهما حي الكنايات. وفي القسم الشمالي من مخيم عين الحلوة يقع كلاً من أحياء الطوارئ، البركسات، بستان اليهودي والتعمير، مشكّلين مربعاً واحداً.  وفي منتصف مخيم عين الحلوة تقع مناطق التماس (مناطق الوسط) التي تتأثّر أيضاً بالاشتباكات الحاصلة بين القسمين الشمالي والجنوبي للمخيم وهي أحياء الرأس الأحمر، الصفصاف، منطقة عقبرة والطيرة. 

المخيّم: أحياؤه5تم إعداد (أو توليف) حكايا هذه الأحياء استناداً لبحث غير منشور أجراه مروان غندور في 2013، في إطار استوديو تعليمي في الجامعة الأميركية في بيروت مع بالتعاون مع منى فواز. وأجرت البحث الميداني عبير سقسوق، وتنسيق البيانات سلوى الصباغ. 
لقراءة المزيد عن تاريخ تخطيط عين الحلوة، رابط مقال مروان في “جدلية”: https://www.jadaliyya.com/Details/29579
وخريطته السياسية

كيف يمكن قراءة جغرافية هذه التقسيمات العسكرية من منظور تاريخ تَشَكُّل الأحياء وعلاقتها ببعضها؟ عوضاً عن تعداد أسماء أحياء لا نعرف عنها وعن ناسها شيئاً، نروي هنا عين الحلوة من خلال تاريخ المكان والعلاقات الاجتماعية والاقتصادية التي تحويه، لنعود وننظر إلى الضرر التي تسبّبه الحروب والعسكرة من ناحية أعمق، كي نستشعر تداعيات تدمير الأحياء وتهجير سكانها.

التعمير
منطقة التعمير هي مشروع مساكن شعبية تم إطلاقه في أعقاب الدمار الناجم عن زلزال عام 1956. تم تصميم المشروع لاستيعاب 1032 وحدة سكنية تحوي ملاعب وحدائق ومحلات تجارية ومدارس. كان يعتبر حياً نموذجياً لأسلوب العيش الحديث في محاولة لتحديث مدينة صيدا وتوسيعها من خلال إنشاء مركز حضري جديد تحت اسم “صيدا الجديدة”، في محيط مخيم عين الحلوة. 
وكان المهندس الرئيسي لمشروع التعمير هو المهندس المعماري الفرنسي ميشيل إيكوشارد الذي تصوّر هذه المنطقة كنواة لمدينة مركزية ثانوية (صيدا الجديدة) في منطقة عين الحلوة لاستيعاب النمو المستقبلي للمدينة. وكانت صيدا الجديدة مفصولة عن صيدا القديمة بممر شاسع من الأراضي الزراعية، وهي “بساتين صيدا” التاريخية. 
تضمّن المشروع عدة أنواع من المباني بوحدات تتراوح مساحتها من 24 إلى 90 متراً مربعاً. تم تصميم أنواع مختلفة من المباني من أجل إيواء عائلات ضباط الجيش، وأسر نازحي الزلزال، وعائلات موظفي الدولة، بالإضافة إلى أسر نازحين من صيدا القديمة ضمن مشروع تنموي هناك.
تمّ تسليم أول 32 وحدة سكنية في التعمير عام 1958، وتم الانتهاء من 500 وحدة في عام 1963، ثم اكتملت عدة وحدات أخرى بعد فترة وجيزة. ولكن قبل وقت قصير من تخصيصها لموظفي القطاع العام المستهدفين من المشروع، تم الاستيلاء على التعمير من قبل عائلات لبنانية ذات دخل منخفض، كانت مدعومة من المجتمع المحلي الراديكالي في صيدا. 
وعلى مرّ السنين، ازدادت الأجزاء التي أضيفَت إلى وحدات بناء التعمير الأساسية، بحيث قامت معظم الأسر بتوسيع وحداتها السكنية في المساحات المخصصة للتراجعات والمساحات المفتوحة والحدائق. 
تم إنشاء هذه الإضافات في فترة منتصف السبعينيات حتى منتصف ال2000، إلى أن استعاد الجيش اللبناني السيطرة على المنطقة بعد صراع مسلح قصير الأمد مع جماعة متطرّفة في المنطقة. ولا تزال منطقة التعمير مأهولة بأغلبية من العائلات اللبنانية، بحيث يتمّ تأجير بعض الوحدات لعائلات فلسطينية، تستأجرها من أصحابها اللبنانيين (غير الرسميين). 
يقع جزء صغير من مشروع التعمير داخل نطاق أمن المخيم. ويُعرف بالتعمير التحتا ويقع بالقرب من حي السكة في منطقة محيط الطوارئ وأوزو. تشكّل التعمير التحتا مركزاً لأنشطة تجارية واسعة النطاق على الحدود الغربية، ضمن الأنشطة التجارية لطريق عين الحلوة الرئيسي السفلي. وقد أدّت المعارك الأخيرة إلى تدمير أكثر من 70%  من المباني والمحلات التجارية. كما تأثّرت الحياة اليومية للسكان ومعيشتهم، بحيث يستحيل الدخول إلى الحي. 

الطوارئ
يقع هذا الحي على أرض عامة تابعة لبلدية صيدا، وهو جزء من مشروع إسكان الفلسطينيات\ين اللواتي والذين تهجّروا من إقليم الخروب (بشكل أساسي شحيم) نتيجة زلزال عام 1956. ومن هنا استمدّ الحي اسمه من الحالة الطارئة التي دعت لبنائه. اليوم، لا تزال عائلات فلسطينية تسكن الحي، إلا أنه تم تصنيفه كمعقل للتنظيمات الإسلامية المسلحة.
وتعمل العديد من المجموعات الإسلامية على نشر أفكارها داخل الأحياء التي تسيطر عليها، وتتمركز بالذات في حييّ الطوارئ وحطين، حيث تنتشر مراكزها، وحيث تأثّر العديد من السكان بها. إلّا أن المعركة الأكبر تتركّز في أحياء التعمير وحطّين والطوارئ.
تأثّر هذا الحي بشكل كبير إثر الاشتباكات. ف70% منه متضرّر، ولا حياة فيه. كما اضطرّ سكّانه إلى استئجار بيوت في أحد الأحياء الآمنة للمخيم أو خارجه. اليوم، يستطيع سكانه العودة إليه. 
من جهة أخرى، تمّ تدمير المستشفيات، بحيث تضرّر مستشفى الأقصى (البستان) بشكل كامل نظراً لموقعه المتاخم لأحياء الاشتباكات، بينما تأثّر مستشفى النداء الإنساني (شارع الفوقاني، بالقرب من حيّ الصحون) بشكل أقلّ، إلّا أن الكادر الطبي والإسعافي فيه تعرّض لإصابات عديدة. 

حي السكة
كما يشير اسمه، يمتد حي السكة على طول خط السكة الحديدية الذي كان يعمل في السابق والذي بناه الجيش البريطاني عام 1942 لربط بيروت بمدينة حيفا في فلسطين مروراً بالناقورة. وقعت السكة الحديد تحت سلطة الحكومة اللبنانية كجزء من استحواذها على خط الناقورة – طرابلس عام 1946. 
توقّفت حركة السكك الحديدية على قسم بيروت – الناقورة من الخط بشكل كامل منذ الثمانينات. يمتد حي السكة من شمال مخيم عين الحلوة باتجاه موقع محطة قطار صيدا القديمة، التي أصبحت الآن قاعدة عسكرية للجيش اللبناني. 
يعود تاريخ سكن الناس في الحي إلى ما قبل تاريخ نشوء المناطق المجاورة، فيظهر حي السكة في التصوير الجوي كمنطقة تسكنها مجتمعات “النَوَر” كجزء من حركتها الموسمية السنوية اعتباراً من الخمسينيات. 
ومع اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية عام 1975، سكنه اللاجئات\ون الفلسطينيات\ون القادمات\ون من المخيمات الفلسطينية المدمّرة، ولا سيما النبطية وتل الزعتر. وأوضحت مقابلات إضافية مع السكان الحاليين أن معظم السكان الفلسطينيين في حي السكة هم في الأصل من قرية حولا. 
ومنذ ذلك الحين، انضمّت مجموعات إضافية من ذوي الدخل المنخفض إلى هؤلاء السكان، ولا سيما “الغوارنة”، العمال المهاجرين السوريين، واللاجئين السوريين على مدى الأعوام الماضية، فضلاً عن البدو. وقد جعله تكوين السكان، الحي الأكثر تنوعاً، على مستوى الجنسيات والإثنيات، في المنطقة. 
يمكن تقسيم حي السكة إلى قسمين: جنوب وشمال السكة الحديد. ويحدّد حاجز للجيش اللبناني هذا التقسيم. يشتمل الجزء الجنوبي من الحي على مخيم منتظم التصميم يشكّل نمطاً مشابهاً للمناطق المجاورة الأخرى. أما الجزء الشمالي من الحي فهو مبني بشكل غير آمن، بسبب المراقبة المشدّدة للجيش اللبناني. ونتيجةً لذلك، فإن المباني الخرسانية في الجزء الشمالي مصنوعة بشكل عام من أسطح الصفيح (الزنكو)، كما استخدمت مواد مُعاد استخدامها في بناء بعض البيوت. وبالفعل، فإن منازل النَوَر مبنية من الصفيح، والمسامير الخشبية، والصفائح البلاستيكية، وإطارات السيارات. 
وفي محاولة لإزالة الأبنية على السكة الحديد، يُقال بأن السلطات اللبنانية قامت بتهجير قسم كبير من عائلات المناطق الشمالية الذين أعيد توطينهم بالتعويضات الممنوحة لهم في مناطق أخرى مجاورة، ولا سيما بستان اليهودي (أنظر\ي أدناه).
وقد شهد الحي قبل عدة سنوات مشروع تطوير، تمّ فيه تحسين التشطيبات الداخلية (البلاط)، وتركيب أسقف صفيح جديدة، وتحديث نظام الصرف الصحي. لكن المشروع لم يمتد إلى كل الحي.
بسبب قربه من حي التعمير، تضرّر أكثر من 50% من الحي. 

البركسات
هذا هو موقع الثكنات القديمة التي شيّدتها الحكومة اللبنانية في محيط المستشفى العسكري التابع للاستعمار الفرنسي لإيواء العائلات التي نزحت بسبب زلزال عام 1956 من قلب مدينة صيدا التاريخي. 
تم بناء هذه الثكنات كمساكن مؤقتة للعائلات اللبنانية النازحة والتي كان من المفترض استقرارها في منطقة التعمير المجاورة، وقد تم بناؤها كصفوف من الغرف الفردية، كل منها لعائلة واحدة، وهي مسقوفة بصفائح من الصفيح المموج. نظراً لأن التصميم الأصلي كان يفتقر إلى المطابخ والحمامات، فقد أضافت العائلات هذه الخدمات بعد انتقالها إليها. 
وقد تم بناء الثكنات ليتم استخدامها لبضع سنوات فقط،  لكن العائلات النازحة سكنتها لفترات أطول بكثير، وامتدت أحياناً لأكثر من عقد من الزمن، قبل أن تتمكن العائلات من الانتقال إمّا إلى وحدة سكنية في التعمير أو في مكان آخر. 
ومع اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية عام 1975، كانت الثكنات بمثابة منازل للفلسطينيات\ين النازحات\ين من المخيمات الأخرى في لبنان، والذين اشتروا الغرف من العائلات اللبنانية التي كانت قد سكنتها خلال وقت سابق. 
على مرّ السنين، تم توسيع الغرف الأصلية وإضافة الخدمات والغرف، مما أدّى إلى تغيير جذري في التصميم الأصلي. اليوم، شبكة الشوارع الأصلية هي السمة الوحيدة التي يمكن التعرّف عليها من النسيج الأصلي للحيّ. 
وقد تضرّر حوالي 40% من الحي خلال المعارك الأخيرة، لكن السكان عادوا إليه. 

بستان اليهودي
يُعرف هذا الحي أيضاً باسم بستان القدس، ومع ذلك يشار إليه على نطاق واسع باسم بستان اليهودي من قبل سكان المخيم. ويستمد هذا الحي اسمه من حقيقة أنه تم تطويره على أرض خاصة مملوكة في الغالب لعائلة يهودية من صيدا (عائلة الديوان). 
سُكِن بستان اليهودي لأول مرة حوالي عام 1982، في أعقاب الغزو الإسرائيلي للبنان. وتشير الروايات المحلية إلى أن الوصي على قطعة الأرض ربما يكون قد باع و/أو أجّر الأرض لمجموعات سكانية مختلفة وصلت إلى هذا الحي هرباً من مناطق الصراع الأخرى في لبنان. 
واليوم، لا يزال سكان الحي يتألفون إلى حد كبير من مجموعات اللاجئين النازحين من مخيمات ومناطق أخرى في لبنان. ومن بين هؤلاء اللاجئين الفلسطينيين الذين نزحوا من مخيم المية ومية للاجئين الفلسطينيين القريب، بعد أن دمّرته الميليشيات اللبنانية خلال الغزو الإسرائيلي عام 1982، بالإضافة إلى اللاجئين الفلسطينيين الذين نزحوا أيضاً من مخيمات صور خلال ما يسمى “حرب المخيمات” في منتصف الثمانينات. 
وكان معظم هؤلاء قد وصلوا أولاً إلى الجزء الشمالي من حي السكة حيث تم إجلاؤهم مرة أخرى في أوائل عام 2000. يشبه النسيج المبني لبستان اليهودي نسيج المخيم: أزقة ضيقة محاطة بمبانٍ من الباطون متعددة الطوابق، تقلّل بشكل كبير من الإضاءة والتهوئة والخصوصية في كل من الأماكن العامة والخاصة.
نتيجة الاشتباكات، تأثّرت الجهة المقابلة لحي التعمير كثيراً، ممّا أدّى إلى تضرّر حوالي 30% من الحي، بالإضافة إلى تضرّر مستشفى الأقصى الواقع فيه، غير أن الحياة في اليوم عادت إلى طبيعتها بشكل جزئي بعودة سكانه إليه. 

جبل الحليب 
نَمَت هذه المنطقة نتيجةً لتدفّق رأس المال المالي الفلسطيني إلى خارج مخيم عين الحلوة. وهي مكوّنة من قطع أراضي كبيرة عديدة، تقع داخل منطقة درب السيم البلدية والعقارية. 
بدأ الحي في البداية كمساحة سكنية للعائلات اللبنانية من قرية درب السيم، ولكن اعتباراً من أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات، بدأ الفلسطينيون من مخيم عين الحلوة بتملّك العقارات (منازل أو أراضٍ) في هذا الحي . 
كان الفلسطينيون الذين حصلوا على عقارات في جبل الحليب ميسورين نسبياً، وكانوا يبحثون عن ظروف معيشية أفضل من المخيم: منازل أكبر، وشوارع أوسع، وبنية تحتية أكثر تطوراً. وكان عدد قليل من هؤلاء من الفلسطينيين (المسيحيين) قد حصلوا على الجنسية اللبنانية آنذاك. 
وقد تبعتهم مباشرة بعد الغزو الإسرائيلي عام 1982 حفنة من العائلات التي احتلّت ممتلكات بشكل غير قانوني في هذه المنطقة، ممّا أدّى إلى تعقيد خرائط الملكية هناك. 
على الرغم من أن جبل الحليب يحافظ على مستويات معيشية أعلى – وبالتالي إيجارات أعلى من المخيم، إلا أن الظروف المعيشية في المنطقة تدهورت منذ أن قام الجيش اللبناني بتسييجه كجزء من منطقة عين الحلوة الأمنية. 
ونتيجة لذلك، غادر العديد من أصحاب الأراضي وسكان درب السيم القرية وهاجروا. ومع ذلك، ظل المجتمع الفلسطيني في هذه المنطقة مستقراً وحافظ على الشبكة الاجتماعية الأصلية والعلاقات التي نقلها أولاً من فلسطين إلى مخيم اللاجئين. وقد أسبغت هذه الخاصية المزدوجة لرأس المال الاجتماعي والمالي، تعريفاً لجبل الحليب على أنه منطقة سكنية “هادئة” ومرغوبة. 
يشار إلى أن جبل الحليب يضم عدة ورش لتقطيع الحجارة تقع على حدوده مع عين الحلوة. وقد تعرّض الحيّ لأضرار في الجزء الشرقي منه بسبب قربه من حيّ حطين.

سياسياً، تقع الأحياء الثلاث -البركسات، بستان اليهودي وجبل الحليب – تحت سيطرة حركة فتح. أمّا أحياء السكة والطوارئ، فهي تقع تحت سيطرة الجماعات الإسلامية.

حي الصحون
يستمدّ حي الصحون اسمه من مصنع الفخار الذي كان موجوداً في المنطقة خلال فترة الأربعينيات. وعلى غرار جبل الحليب، يتكوّن هذا الحي من قطع أراضٍ كانت تابعة لعائلات من قرية درب السيم. خلال ستينيات القرن الماضي، قامت العديد من العائلات الفلسطينية (التي تركت مخيم عين الحلوة هرباً من الكثافة السكانية المتزايدة) بشراء أراضٍ في هذه المنطقة المجاورة.
وقد قامت هذه العائلات بتقسيم الأراضي إلى أجزاء بشكل غير رسمي، وتوزيعها بين الأسر لبناء منازلها. بالإضافة إلى ذلك، قام العديد من أصحاب الأراضي في حي الصحون بتطوير عقاراتهم الخاصة إلى مشاريع سكنية قاموا بتأجيرها لسكان عين الحلوة. 
قبل الغزو الإسرائيلي عام 1982، وفَرض الجيش اللبناني للجدار لاحقاً، يتكلّم سكان حي الصحون عن علاقات حسن الجوار مع القرى اللبنانية المجاورة بالإضافة إلى شبكات قوية من التبادل الاقتصادي تربطهم بشكل خاص بمزارعي درب السيم.
لكن هذه العلاقات انقطعت نتيجة عقود من التوترات وكذلك السياج العسكري الذي كرّس الانقسام بين الجزئَين اللبناني والفلسطيني في درب السيم. كما يقع مستشفى النداء على مقربة من الحي. 
لم يتأثّر هذا الحي بالمعارك، واقتصر الضرر على الرصاص الطائش وقذيفة أو قذيفتين عشوائيتين. 

أوزو
أوزو هو موقع مشروع الإسكان المقدَّم للفلسطينيين المهجرين من تل الزعتر بعد تدميره عام 1976. وقد سُميت المنطقة على اسم منطقة “أوزو” الليبية، وهي موقع صراع عنيف يُقال أن اللاجئين الفلسطينيين قاتلوا فيه إلى جانب الحاكم الليبي الذي قدّم لهم هذه الأرض تقديراً لمساعدتهم خلال السبعينيات. 
يتكوّن الحي من أربع بنايات متوازية من طابق واحد، يتألّف كل منها من وحدات سكنية صغيرة وأسقف مائلة من الصفيح. ويوجد في اثنتين من أطرافها عدد كبير من الصناعات الخفيفة والعديد من ورش فرز المعادن. كما تقابلها المساحة المفتوحة الرئيسية في المنطقة،  وهي “ملعب كرة القدم الأحمر”. 
وبصرف النظر عن سكانها الأصليين من العائلات النازحة من تل الزعتر، نمت منطقة أوزو لتشمل العديد من العائلات الفلسطينية التي انتقلت من مخيم عين الحلوة مقابل إيجار أرخص، بالإضافة إلى الأسر السورية والعمال الفقراء. 
يُنظر إلى الحي بشكل سيء من قبل المناطق المحيطة به، خاصة بسبب النشاطات المزعومة من تجارة المخدرات والدعارة.
تضرّر 40-50% من الحي، بينما شلّت الحياة التجارية بشكل كبير، ولم يعد إليه أكثر من نصف سكّانه. 

فضلو واكيم 
تم بناء هذا الحي على قطعة أرض واحدة مملوكة لعائلة فضلو واكيم. وقد قامت الأخيرة بتأجير قطعة الأرض للأونروا في عام 1971 لبناء مدرسة بقيت مفتوحة حتى تدميرها في عام 1982 أثناء الغزو الإسرائيلي للبنان. وبسبب الخلاف بين المالك والأونروا حول من يجب أن يدفع تكاليف إعادة بناء المدرسة، بقي الموقع مهجوراً. وفي وقت لاحق، استولت على الأرض عائلات فلسطينية قامت ببناء منازلها في الحي.
نَظّراً لصغر الحي، اقتصر الضرر على المحلات التجارية وعاد سكّانه إليه بعد انتهاء الاشتباكات. من جهة أخرى، فالطريق المؤدية إليه لم تعد كما كانت، من حيث حركة المرور والحركة التجارية، خاصة وأن السكان باتوا يستخدمون مدخلاً مختلفاً، لجهة حاجز الحسبة. 

بستان أبو جميل 
تماماً كحي السكة، يقع هذا الحي على حدود الحقول الزراعية الواقعة غرب المخيم، مما قد يوفّر فرصاً اقتصادية للفلسطينيين للعمل في الزراعة. ويحدّ الحي أيضاً من الشمال، الشارع الذي يربط المخيم بالطريق السريع في جنوب لبنان عبر إحدى نقاط التفتيش الأربع الرئيسية للجيش.  يوفّر هذا المدخل إمكانية الوصول إلى سوق الجملة للخضار في صيدا، حيث يعمل عدد من سكان المخيم. ويمتدّ الحاجز على طول شارع مسيج يبلغ طوله حوالي 100 متر، ويحتوي على موقف سيارات كبير، ممّا يجعل الطرف الشمالي لحي بستان أبو جميل مزدحماً بحركة مرور المركبات والمشاة. 
لم يتضرّر هذا الحي بتاتاً، وعدد بيوته قليل والحياة فيه مازالت طبيعية. 

  • 1
    في أعقاب زلزال 1956، خصّت المصلحة الوطنية للتعمير مدينة صيدا ومحيطها ببناء وحدات سكنية على عقارات استملكتها في المية ومية، والدكرمان، وصيدا القديمة. وبعد إنشاء المصلحة الوطنية للتعمير برئاسة إميل البستاني، وضعت تصاميم لإعادة تعمير المنازل المهدّمة أو إيجاد بدائل سكنية للمتضرّرين. واستعانت المصلحة بالمهندس الفرنسي ميشال إيكوشار كاستشاريّ، وهو الذي قاد وضع دراسة تخطيطية شاملة لمدينة صيدا في حينه. بنتيجة الدراسة، وقع الاختيار على منطقتي الدكرمان والمية ومية العقاريتين على حدود صيدا لإقامة الأبنية السكنية الجديدة التي أُطلق عليها تسمية “مشروع التعمير” نسبةً للمصلحة الوطنية للتعمير. قامت المصلحة باستملاك نحو ١٣٥ ألف مترٍ مربّعٍ من عقارات منطقة الدكرمان العقارية، وما يزيد عن ٧٠ ألف مترٍ مربّعٍ من منطقة المية ومية. بنت الدولة مشروع التعمير في صيدا لتأمين الحيازة لشريحة محدّدة من الناس – أولئك المتضرّرين من الزلزال – ضمن رؤية محدّدة لخطتها في سياق دراسة إيكوشار التي حدّدت هذه المنطقة على أنها امتدادٌ للأحياء المترفة للمدينة. بالتالي، حرمت الطبقة المفقّرة من مساحات قابلة للبناء والسكن، ممّا دفع آنذاك الحركات الشعبية اليسارية لدعم المجموعات الباحثة عن سكن ميسّر للوصول للسكن بشكلٍ غير رسميّ في المشروع.
  • 2
     سكان المخيم
  • 3
     مقابلة مع الصحافي ابراهيم عبد الرازق، أحد أبناء المخيم الذي اضطر للانتقال والعيش خارجه جراء الاشتباكات المتكررة
  • 4
     مقابلة مع أحد سكّان المخيّم.
  • 5
    تم إعداد (أو توليف) حكايا هذه الأحياء استناداً لبحث غير منشور أجراه مروان غندور في 2013، في إطار استوديو تعليمي في الجامعة الأميركية في بيروت مع بالتعاون مع منى فواز. وأجرت البحث الميداني عبير سقسوق، وتنسيق البيانات سلوى الصباغ. 
    لقراءة المزيد عن تاريخ تخطيط عين الحلوة، رابط مقال مروان في “جدلية”: https://www.jadaliyya.com/Details/29579
إدارة الأراضي والتنظيم المدني السكن صيدا عين الحلوة قضاء صيدا لبنان