منذ حرب ٢٠٠٧ على مخيم نهر البارد في شمال لبنان، لم يتم تأهيل البيئة العمرانية في المخيم الذي تعرّض الى تدمير شبه كامل. من خلال العمل على التصميم المعماري لمركز “أجيال” الشبابي في المخيم، خضنا تجربة جماعية لخلق مساحات مشتركة وإبداعية.
فريق العمل
عبير سقسوق
مايكل سباتاري
بالتعاون مع أو بدعم من
مؤسسة أجيال
في صيف عام 2007، شهد مخيم نهر البارد دماراً هائلاً عقب المواجهات العنيفة بين الجيش اللبناني ومجموعة فتح الإسلام، نتج عنها نزوح السكان والتدمير الكامل للمخيم القديم، في حين تكبدت المناطق المجاورة (المخيم الجديد) أضراراً كبيرة.
بعد انتهاء الحرب وحتى اليوم، لم يتم إعادة إعمار المخيم كاملاً، ولم يرجع السكان الى بيوتهم. وتم الإعلان عن مخيم نهر البارد وامتداده كمناطق عسكرية، مما أدى الى سيطرة الجيش على المساحات المشتركة الرئيسية في المخيم، مثل الشاطئ وملاعب كرة القدم.
من خلال العمل على التصميم المعماري لمركز “أجيال” الشبابي الواقع في المخيم الجديد، خضنا تجربة جماعية لخلق مساحات مشتركة وإبداعية للشباب، الذين يشكلون أكبر نسبة من عدد سكان المخيم والفئة العمرية الأكثر حرماناً فيه. في حين يقوم الأطفال بالاستمتاع بحياة الشارع والزواريب للعب الآمن في المخيم، يبقى الشباب محصورون في عدم تواجد الفرص المستقبلية لهم. فهل من الممكن أن نتصوّر المساحات اللازمة التي من شأنها أن تستجيب لبعض التحديات التي تواجهها المجموعات الشبابية في المخيم؟
انطلاقاً من هذا السؤال، يتألف المشروع من مرحلتين مراحل: الأولى عبارة عن التصميم المعماري للمركز، والثانية (قيد التطوير) هي العمل المشترك على المساحات المشتركة في المخيم.
كانت المرحلة الأولى عبارة عن تطوير خرائط لتأهيل المبنى وتطوير مساحاته بشكل يتلائم مع استخداماته المتنوعة، كما وإعادة النظر في حدود المركز والمساحات المجاورة. أجرينا سلسلة من ورشات العمل التي عبر من خلالها الشباب والأطفال المشاركين عن تطلعاتهم للمركز ورغباتهم فيه. طوّرنا المساحة المبنية على أسس انفتاح المركز على محيطه (لا سيّما الشارع الذي لا تدخله السيارات) وخلق مساحة واحدة من الممكن تقسيمها عبر جدران متحركة، هي أيضاً تشكل حيّز تفاعلي للرسم والكتابة.