يتيح لنا التفكير في “اللعب”، طريقةً جديدةً لرؤية مساحات المدينة. فاللعب هو شكل من أشكال المعرفة بهذه المساحات المقترنة بالتفاعلات اليوميّة. ومن خلال هذا المنظار، بإمكاننا فهم كرة القدم – وأي نوع آخر من اللعب في الشارع – كممارسة حيويّة وتلقائية تعيد إنتاج المساحات المدينية واستعادة الحق فيها. وجدنا عشر ملاعب كرة قدم غير رسمية في بيروت وضواحيها. قمنا بفهمها ورسم مساراتها وتحوّلاتها.
فريق العمل
عبير سقسوق
مونيكا بصبوص
ميساء قصير
نادين بكداش
بالتعاون مع أو بدعم من
انطلق في البداية كجزءٍ من منشور “ممارسة العامّ” (2014-2015) مع برنامج العدالة الإجتماعية في معهد العصام فارس في الجامعة الاميركية في بيروت، ثم تطوّر في 2015-2016 كجزءٍ من منحةٍ بحثيّةٍ قدّمها معهد الأصفري.
موارد
- منشور مستقل تم توزيعه مع جريدة السفير في ١٢ تشرين الأول ٢٠١٥. هو عمل مشترك يستند على الخرائط والتصوير والاثنوغرافيا لتناول سبل استخدامنا للمساحات العامة، متجاوزاً تصنيفات الأمكنة وتقسيمها الى أمكنة عامة وخاصة ومناطق ذات نفوذ طائفية. كما يطرح المنشور أسئلة تتناول معنى ” المكان العام”، طرق التفاوض عليها، استملاكها، وسُبل مشاركتها. المنشور من تحرير منى فواز وأحمد غربية، بالشراكة مع استوديو أشغال عامة. لتحميل النسخة الكاملة اضغطوا على هذا الرابط.
- تقرير نعتبره أساس لمزيد من العمل سوف نسعى من خلاله إلى المحافظة على هذه المساحات، التأكيد على ممارسات الشباب وتعزيز الشبكات الاجتماعية، والاحتفال بتجربة بديلة للمدينة. بإمكانكم تحميله على هذا الرابط.
تم نشر أو تقديم المشروع
- الجامعة الأميركية في بيروت في ندوة عامة من تنظيم معهد الأصفري، نيسان 2016
- “Soccer as a Global Phenomenon” conference at Harvard University, April 2016
في سنّ الحادية عشرة بدأت بلعب كرة القدم. كانت كل مغامراتي تدور حول اللعب. كنا نقصد البحر وقتما شئنا. وقتذاك، كان شارع التنّوخيين (في الحمرا) هو ملعبنا. كان الشارع طريقاً ترابيةً، وهناك تعلّمنا ولعبنا كرة القدم. كان الناس يشاهدوننا من الشرفات ويرَون فينا طاقات واعدةً، وهكذا انتهى بنا الأمر في نادي النجمة. (تميم، لاعب كرة قدم سابق) بهذه الكلمات، وصف أحد سكّان رأس بيروت منذ أمد طويل، تجربتَه في اللعب في المدينة. لكن ما وصفه هي بيروت الخمسينات؛ مدينة قليلة المباني وفيها مساحات مفتوحة للعب لا تّعد ولا تحصى. اليوم، بيروت هي مدينة مختلفة تشهد تقلصاً تدريجياً لمساحاتها المشتركة. لكن على الرغم من ذلك، ما زال سكان المدينة يوجدون ويخلقون مساحات مفتوحة في المدينة. من ضمن تلك المساحات نجد ملاعب كرة قدم غير رسمية يقصدها ويخلقها الشباب بشكل مفتوح وحرّ من أجل الاستمتاع باللعب. إذاً، بدأنا هذا البحث بسؤال بسيط: أين يلعب الناس في بيروت؟ ونظراً لجاذبية لعبة كرة القدم، ركزنا بحثنا عليها باعتبارها على الأرجح الممارسة العامة الأكثر شعبيّة واستمراريّة. كذلك آثرنا تحرّي الملاعب المفتوحة والناتجة عن مجهودات إبداعية ذاتية أو جماعية (وليس الملاعب الرسمية)، لأننا وجدنا فيها الإمكانيات الأنسب والأكثر إلهاماً لقراءة “المساحات العامة” من وجهة نظر مستخدميها. قمنا بتحليل وفهم تسعة ملاعب كرة القدم غير رسمية ورسمنا مساراتها وتحوّلاتها منذ العام 1960. وفي كل ملعب منها، قمنا بتحليل الممارسات الجماعية المختلفة وكيفية استخدام الملعب. وثقنا هذه الممارسات والتجارب الشبابية وقمنا بالتالي برسم جداول زمنية لكل ملعب وتحوّلاته، وعلاقته مع الحيّ حيث يقع، تاريخياً وحالياً. يستكشف هذا البحث تنظيم الشباب وتطلعاتهم، والتحديات التي يواجهونها. إذاً، يركز هذا البحث على قدرات الشباب وطاقاتهم الخلّاقة، ويسلط الضوء على أداء المدينة كممارسة يومية، مما يوّفر لنا احتمالات بديلة لكيفية “تخطيط المدينة” منبثقة من الحق في اللعب، الحق في المشاركة، والحق في الاستخدام الكامل للحظات والأماكن.