الأنروا تهدد سكن اللاجئات/ين في ظل تأخّر إعمار نهر البارد

المصدر: موقع النشرة

نشر موقع “النشرة” خبراً مفاده أن وكالة الأونروا في لبنان ادّعت ضدّ مجهول في سابقة خطيرة، “بتهمة التعدّي على مكاتبها وآلياتها خلال حركة احتجاج شعبي قام بها أهالي منطقة “البركسات” ضد مكتب مدير الإعمار جون وايت “الديزان” (السبت في 18 أيلول الماضي) للمطالبة بعدم إجبارهم على الاخلاء قبل تأمين البديل أو عودتهم إلى منازلهم.
اللافت في الموضوع، أن مخفر “حلبا” اتصّل هاتفيا بعدد من أبناء المخيم المتّهمين بالمشاركة في الاحتجاج (22 شخصاً) وغالبيتهم من النساء، واستدعاهم للمثول اليوم (الإثنين) للاستماع إليهم في الدعوى المرفوعة بالتعدي والتكسير وحتى السرقة.”
ما يجري اليوم هو تغريبة أخرى لسكّان المخيّم، ومحاولة الوكالة التملّص من مسؤولية تأمين منازل آمنة بالشروط المطلوبة للعيش الكريم والسكن اللائق، وإعادة إعمار الأحياء ودعم نموّها. فقد طلبت الوكالة من أكثر من 80 عائلة ترك البركسات دون تأمين بديل عارضة عليها بدل إيجار فقط، خلال أكبر انهيار اقتصادي يمرّ به البلد، وتحكّم أصحاب البيوت بالمستأجرين ومصائرهن\م وعائلاتهن\م.
والبركسات هي المنازل (الحديدية أو الباطونية) التي بنتها وكالة أونروا كمنازل مؤقتة لسكان مخيم نهر البارد ريثما تنتهي عملية الإعمار. وقد تم إنشاءها بعد تدمير المخيم خلال معارك الجيش عام 2007، على أن تستقبل النازحين لحوالي ثلاث سنوات. مازال اللاجئات\ون الفلسطينيون من المخيم يسكنون البراكسات منذ 14 عاماً، في ظروف ومنشآت لا تراعي الشروط المطلوبة للعيش الكريم والسكن اللائق.
مرّ ١٤ عاماً على تدمير مخيم نهر البارد بالكامل من قبل الجيش اللبناني. اليوم – وبحسب تقرير للأنروا صادر عام ٢٠٢٠- لا يزال ٣٠% من سكان نهر البارد محرومون من العودة إليه بسبب تأخّر إعادة الإعمار، فيما يعيش عدد كبير ممّن عاد في أوضاع سكنية غير ملائمة.
في عام 2011 (أي بعد 4 سنوات من تدمير المخيم)، أبلغت الأونروا القاطنين في البركسات بضرورة ترك مساكنهم خلال فترة سنة، بسبب الأوضاع المتدهورة للبركسات، مقابل الحصول على 150$ كبدل مالي لاستئجار منزل في المخيم، لحين إعمار بيوتهم المدمرة. رفض السكان لأن هذا المبلغ آنذاك لم يكفي لإيجار بيت وتكاليف الكهرباء وغيرها. فقاطني البركسات من العائلات الأكثر فقراً وهشاشة في المخيم وعدد كبير منهن\م من المسنين والنساء الذين يسكنون وحدهم.
اليوم، تعود وكالة الأونروا إلى اتّباع الطريقة ذاتها في التعامل مع أهل المخيم وحقّهن\م في السكن، مستهترةً بتأثير هذه الخطوة على حياتهن\م وأمنهن\م السكني، وزيادة هشاشة وضعهن\م.

السكن