يُعيد موضوع المنتدى الحضري العالمي الثاني عشر، “كل شيء يبدأ من المنزل”، تعريف “المنزل” على أنه أكثر من مجرد مكان للعيش؛ فهو قلب الثقافة والمجتمع والاستدامة. الجملة ملهمة – لكنها تتجاهل واقعنا. اليوم، تواجه مصر التي تستقبل هذا المنتدى، عمليات إخلاء مدفوعة بالتطوير العقاري، في حين تعاني الدول المجاورة من الحرب وقتل السكان على نطاق واسع وإبادة المناطق الحضرية.
كان المنتدى الحضري العالمي الثاني عشر فرصة لإعادة تقييم تأثير المنتدى على التقدم الحضري والدعوة إلى وقف إطلاق النار في المنطقة. ومع ذلك، فإن حملة الدولة المصرية على حرية التعبير قبل المنتدى الحضري العالمي تُظهر أن المعارضة غير مسموحة. يعمل المنتدى كمنصة حيوية لمعالجة انعدام الأمن السكني العالمي وإيجاد حلول للتحديات الحضرية العاجلة. ومن بين الاتجاهات الأكثر ضرراً التنمية العقارية غير المنضبطة، وتسليع الإسكانوأموَلَته، وهو ما أدّى إلى تحولات سلبية في المجتمعات في مختلف أنحاء المنطقة.
تتمتع الوكالات الدولية بمكانة فريدة لمعالجة هذه القضايا، وهي في الواقع جزء من تفويضها. ولكن برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، المنظم المشارك للمنتدى الحضري العالمي، ساعد الحكومة المصرية على مدى السنوات العشر الماضية من خلال تمويل خطط حضرية إقصائية أدّت إلى نزوح الآلاف في القاهرة وعلى طول ساحل البحر الأبيض المتوسط.
اختار المنتدى الحضري العالمي الثاني عشر الموقع الخطأ والموضوعات التافهة، متجاهلاً منطقة في حاجة ماسة إلى الأمن السكني والتضامن الدولي. فقبل يومين من انعقاده وعلى بعد أقل من 300 كيلومتر شمال غرب مقر المنتدى الحضري العالمي، كان السكان على ساحل البحر الأبيض المتوسط في مصر يقاتلون من أجل حياتهم ضد الإخلاء من قبل أفراد عسكريين مسلحين لإفساح المجال لمنتجع سياحي فاخر. وعلى بعد 400 كيلومتر شمال شرق المنتدى، تم تهجير أكثر من 1.9 مليون فلسطيني\ة بعنف بينما تواصل إسرائيل حربها لقتل السكان. وقد حوّلت إسرائيل أنظارها الآن إلى لبنان، حيث قصفت القرى والمدن بما في ذلك بيروت، ممّا هجّر أكثر من 1.3 مليون شخص من منازلهم. كما تم تهجير 7.6 مليون شخص في السودان بسبب الحرب، مع بحث مئات الآلاف عن ملجأ في مصر.
بينما يجتمعون في المنتدى الحضري العالمي، ندعو المنظمات الدولية إلى النظر إلى تواطؤها في حجب الحق في السكن عن شعوب الجنوب العالمي. لقد حان الوقت لتحدّي تنمية الستاتوكو وليس فقط ضمان سماع أصوات المجتمعات في المنطقة بل وتمكينها.