إثنوغرافيات الإنهيار، كباقي الوشم في ظاهر اليد
يروي إيتالو كالفينو في إحدى قصصه عن المدن، قصّة "أوريليا"، تلك المدينة التي يطلب منك سكّانها أن تنظري إلى عددٍ من البطاقات البريدية التي تُصوّرها كما كانت "قبلاً". في أي مكان تزورين، ستضطرين ...
في الرياضيات، تتناول الطوبولوجيا خصائص الشكل الهندسي التي يتمّ الحفاظ عليها تحت ضغط قوة كبيرة وتغييرات مستمرّة ناتجة عنها، كالتمدّد والالتواء والانحناء والتجعّد.
ما نمرّ به اليوم يجعلنا نتساءل عن تأثير الانهيار الاقتصادي علينا، بشكليه قريب المدى وبعيده، على المستويات الاجتماعية والمدينية\المكانية. كيف تصبح العلاقات تحت الضغط؟ كيف تتغيّر وتلتوي وتصبح مؤذية، أين تنقطع وأين تتمدّد لتسمح لنا كأفراد بالاستمرار بالعيش؟ وكيف تكون جزءاً من آليات الاستغلال، أو آليات البقاء والاستمرار؟ وآليات البقاء في الوضع الحالي، تُبنى خلال إحدى أقسى الظروف، في عزّ القحط، لذا فهي بالضرورة ذات استخدام فردي، ممّا يجعلها استغلالية وعنيفة لأنّها تنافسية وتسعى للنجاة الفردية، بل ولا تكون إلّا على حساب الجماعة.