يتم تحديث هذه الخريطة عبر رصد يومي للمعلومات وجمع للبيانات المتعلّقة بالهجمات من منصة المجلس الوطني للبحوث العلمية ووسائل الإعلام المحلية، عبر مواقع التواصل الاجتماعي الخاصّة بها ونشراتها الإخبارية المتلفزة، كما عبر المعلومات التي نشرها المراسلات\ون الميدانيون أو غيرهم. يتم التحقيق من كل معلومة من مصادر متعدّدة للتأكّد من صحّتها.
تمّ تصنيف الاعتداءات بحسب أشكال القصف التي اعتمدها الاحتلال (قذائف مدفعية، غارات جوية، قنابل مضيئة أو قنابل فسفورية). كما تظهر الفئات المستهدفة (مدنيون، جيش، منازل، مدارس، أحراش وغيرها)، إضافةً إلى أعداد الشهداء من المدنيات/ين. واخترنا ألّا نحدّد وتيرة الاعتداءات بحسب عدد الغارات أو القذائف في كل منطقة لتفادي المغالطات بسبب عدم وضوح الأعداد واختلافها بين مصدر وآخر. وبالتالي، فإن وتيرة الاعتداءات التي تظهر على شكل دوائر تمثّل عدد الأيام التي استُهدفت فيه كل منطقة.
قراءة الخريطة
يمكن قراءة هذه الخريطة على عدة مستويات:
- عبر الزمن: ممكن اختيار يوم أو مرحلة زمنية عبر تحديد التاريخ لقراءة أشكال القصف وكل ما يتعلّق بنوع الأهداف والشهداء
- عبر الجغرافيا: من خلال الضغط على منطقة محدّدة، من الممكن معرفة أشكال القصف ونوع الأهداف وعدد الشهداء فيها في يوم محدد، أو في مرحلة زمنية محددة، أو خلال كل فترة العدوان
- عبر شكل القصف: من الممكن الضغط على واحدٍ من الأشكال الأربعة - قذائف مدفعية، غارات جوية، قنابل مضيئة أو قنابل فسفورية - لقراءة وتيرتها زمنياً وجغرافياً.
- عبر نوع الهدف: من الممكن الضغط على واحد من الأهداف الإحدى عشر - بيت/مبنى، مدرسة/مسجد/مستشفى، سيارة/دراجة، زراعة/رعي/دواجن، غابات/أحراج، دفاع مدني/إسعاف، صحافة، قوات حفظ السلام، جيش لبناني، مشاريع حيوية/بنى تحتية، أو مدافن - لقراءة وتيرتها زمنياً وجغرافياً.
كيفية استخدام الخريطة
- يجب إعادة تعيين الفلاتر reset filters لبدء كل عملية جديدة لقراءة البيانات
- يمكن إخفاء الدوائر (أشكال القصف) لقراءة إجمالية عن وتيرة القصف في المناطق
- لقراءات معيّنة، يمكن استخدام الرزنامة والضغط على مفاتيح الخريطة
يمكن اختيار اكثر من مفتاح للأهداف وأشكال القصف
12 نيسان/أبريل 2024
منذ بداية الحرب، يرصد استديو أشغال عامة يومياً الاعتداءات الإسرائيلية على أراضي لبنان وسكانه. حتى آخر تشرين الثاني 2023، كانت هذه الاعتداءات محصورةً بشكل عام على الشريط الحدودي، ثم توسّعت في الأشهر اللاحقة إلى باقي قرى محافظتَي الجنوب والنبطية. بعد ذلك، وتحديداً في شهر شباط 2024، بدأت إسرائيل تشن غارات جوية في عمق الأراضي اللبنانية، فاستهدفت أكثر من منطقة في محافظة البقاع ومحيط قضاء بعلبك.
وحتى 31 آذار 2024، أي بعد قرابة ستة أشهر على بداية الحرب، تمكّنّا من توثيق الأنواع المختلفة للاعتداءات، ولاحظنا أن العدو كان ولا يزال يستخدم في معظم اعتداءاته القذائف المدفعية، وخاصةً في المناطق الحدودية. فقُصفت الناقورة وحدها مثلاً بقذائف مدفعية خلال 93 يوماً، تبعتها الخيام بـ79 يوماً وعيتا الشعب بـ75 يوماً.
تلت ذلك، من حيث أبرز أنواع القصف، الغارات الجوية، وكانت وتيرة القصف بالطيران والمسيرات هي الأعلى في عيتا الشعب، حيث استُهدفت البلدة بواسطتها خلال 77 يوماً. أما النصيب الأكبر من القصف الفسفوري فكان على مدى أكثر من 10 أيام في كل من كفركلا وميس الجبل والخيام، فيما تعرّضت مناطق أخرى للقصف الفسفوري ولكن بوتيرة أقل.
وقد طالت الاعتداءات بأنواعها كافة 138 منطقة عقارية على امتداد الأراضي اللبنانية. وكانت الأحراش والغابات، بما فيها الأراضي الزراعية، الأكثر عرضةً للقصف مع ما رافقها من قتل للمواشي والدواجن، تلتها المنازل والأحياء السكنية التي كثّف العدو استهدافها ابتداءً من كانون الأول 2023. ولم يسلم من الاعتداءات المسعفون وفرق الدفاع المدني والصحافة والجيش وحتى قوات حفظ السلام، فنتج عنها 71 شهيداً مدنياً وأكثر من 300 مقاتل وقرابة ألف جريح.
لقراءة تفصيلية مبنية على عامل الوقت والمكان ونوع الهدف، ننشر قريباً خريطة تفاعلية نحدّثها يومياً تتيح للقارئ تصفّحها واختيار ما يريد الإضاءة عليه بهدف فهم أفضل للاعتداءات الزمانية والمكانية التي ينفّذها الكيان الصهيوني على لبنان.
3 شباط/فبراير 2024
أكثر من 117 يوماً مرّ على اندلاع الحرب على الجبهة الجنوبية اللبنانية، التي خلّفت أضراراً لا تقتصر على الماديات في أكثر من 100 بلدة، حيث سقط أكثر من 200 شهيد، بينهم 25 مدنياً ضمنهم أطفال وصحافيون ومسعفون وعنصر من الجيش اللبناني. وما يلفت الانتباه في هذا الشهر هو استهداف العدو الإسرائيلي بشكل مباشر مركزاً للدفاع المدني، ما أدّى إلى ارتقاء شهيدين وسقوط عدد من الجرحى كانوا في المركز، إضافةً إلى كسر العدو لـ«قواعد الاشتباك» عبر استهداف عدد من البلدات في العمق اللبناني، إذ تعرّضت 18 بلدة شمال نهر الليطاني إلى القصف الإسرائيلي.
نفّذ العدو أيضاً عملية اغتيال مستهدفاً مبنى وسيارة في الضاحية الجنوبية لبيروت للمرة الأولى منذ حرب 2006، كما ألقى قنبلتين مضيئتين في طرابلس، في تصعيد واضح شهدته هذه المرحلة.
هذا وقد أدّت الخسائر الزراعية الهائلة واستهداف منازل السكان وسياراتهم، إلى جانب تدمير البنية التحتية للمياه والكهرباء والاتصالات وغيرها، إلى شل الحياة الاقتصادية والتعليمية والاجتماعية في المنطقة الحدودية. وشهدت المنطقة نزوح أكثر من 82 ألف شخص، حيث فقد معظمهم مصادر رزقهم، بالإضافة إلى إغلاق أكثر من 50 مدرسة وتهديد المستقبل الدراسي لنحو 3848 طالباً و674 أستاذاً، في حين لم يتم فعلياً استيعاب إلا ألف طالب عبر توفير البديل لهم.
تتزايد هذه الأضرار يومياً، كما توثّق هذه الخريطة، مع استمرار الحرب وتصاعد وتيرتها. وفي حين يفتقد أهالي الجنوب الدعم الرسمي والتغطية الإعلامية المحلية والدولية الكافية، وفي الوقت الذي يحاولون فيه النجاة بأنفسهم والحفاظ على شكل من أشكال الحياة الطبيعية، ترميهم الدولة في شباك خطة طوارئ لا تمويل لها، مصمّمةً لظروف أخرى وزمن آخر وحرب أخرى.
19 كانون الأول/ديسمبر 2023
إسرائيل رقعة اعتداءاتها على جنوب لبنان. فحتى 15 كانون الأول 2023، أي بعد قرابة 70 يوماً من بداية الحرب، قصف العدو بشكل يومي ومتكرّر وعنيف القرى اللبنانية الجنوبية، ولم تخلُ حتى فترة الهدنة، التي استمرّت من 25 حتى 30 تشرين الثاني، من بعض الاعتداءات على السيادة اللبنانية.
تخطّى عدد البلدات المستهدفة 74 بلدة، استهدف الاحتلال الإسرائيلي 23 منها بالفسفور الأبيض المحرّم دولياً. وفي الشهر الثاني من الحرب، كثّف الاحتلال استهداف المدنيات/ين ومنازلهن/م، في استكمال للإبادة الجماعية والمكانية وقتل المنازل التي تمارسها في غزّة.
بحسب الهيئة العليا للإغاثة، دمّر الاحتلال حتى بداية شهر تشرين الثاني 60 منزلاً بشكلٍ كاملٍ و2000 منزل بشكلٍ جزئي، ومن المرجّح أنن يكون هذا العدد قد ارتفع حتى يومنا هذا. كما ارتفع عدد الشهداء المدنيات/ين الذين استهدفهن/م العدو إلى 14 مدنياً/ة و3 صحافيات/ين، إضافةً إلى عنصر في الجيش اللبناني، وأكثر من 108 مقاتلين.
يستخدم استديو أشغال عامة البحث المبني على البيانات والخرائط كأداة لتوثيق الاعتداءات الإسرائيلية وعرضها بطريقة مرئية سهلة بهدف تحليلها بما يساعد على الكشف عن التأثير التراكمي لمثل هذا العدوان على بيئتنا المبنية والطبيعية، وعلى حياتنا كسكان.
14 تشرين الثاني 2023
خلال قرابة 40 يوماً على بداية العدوان على غزة، لم يكن لبنان في أي يوم بمنأى عن الاعتداءات الإسرائيلية، سواء من خلال القصف المدفعي أو الغارات الجوية. وهذا ليس بالأمر الجديد على العدو الإسرائيلي الذي احتل جنوبنا منذ عقود، واحتل عاصمتنا في الثمانينات، ولا يزال يحتل جزءاً من أراضينا حتى يومنا هذا. فحتى 12 تشرين الثاني 2023، استهدف القصف الإسرائيلي أكثر من 60 بلدة في جنوب لبنان، ما أدّى إلى مقتل 10 مدنيات/ين، من بينهم 3 طفلات، استهدفهم بشكل مباشر أو استهدف سياراتهم ومنازلهم، كما حرق أكثر من 462 هكتاراً من الأراضي الحرجية والزراعية، وقتل أكثر من 40 ألف شجرة زيتون، ولا يزال يمنع السكان من الوصول إلى أراضيهم ومزروعاتهم وأشجارهم والاعتناء بها، وخنق السكان باستخدام الفسفور الأبيض المحرّم دولياً، والذي سبق أن استخدمه في لبنان خلال الأعوام 2006 و1996 و1993 و1982 في "إبادة بيئية" متعمّدة للإخلال بتوازن الطبيعة، والقضاء على مقوّمات العيش المحلية البيئية والثقافية والزراعية. كذلك، استهدف القصف الإسرائيلي الجيش اللبناني، وفرق الدفاع المدني والإطفاء والإسعاف، والصحافيات/ين وقوات حفظ السلام، بالإضافة إلى مدرسة وساحة مستشفى ومشروع للطاقة الشمسية وعدد من المنازل.
نحاول، من خلال هذه الخريطة، رصد هذه الاعتداءات وتوثيقها بهدف فهم التأثير التراكمي لمثل هذا العدوان على بيئتنا المبنية والطبيعية، وعلى حياتنا كسكان. وتُعيدنا هذه الخريطة إلى ما عُرف بالشريط اللبناني المحتل، قبل تحريره في العام 2000، والذي تتطابق حدوده مع حدود الاعتداءات الحالية. ويطرح هذا التطابق تساؤلات كانت قائمة منذ احتلال الجنوب عام 1976 حول حقوق أهالي "الشريط الحدودي" في أماكن إقامتهم المتعدّدة، أكانت في قراهم الحالية، أم في أمكنة النزوح، أم في أمكنة الهجرة؛ وعن الأحوال التعليمية والصحية والزراعية وخدمات الماء والكهرباء في الشريط. الجنوب اللبناني هو اليوم الميدان الوحيد لمواجهة لبنان لإسرائيل، وهو ما يعيد وضع هذه المنطقة تحت مجهر القيمة السياسية الاجتماعية وعلاقة الدولة بسكّانها.