منصّة إلكترونية تمكّن السكّان للإبلاغ عن المظالم السكنية في بيروت ومواجهتها

ببالغ السّرور، يعلن استديو أشغال عامة أنّ مشروعه الخاص بالحقوق السكنية، مرصد السّكن، فاز اليوم – الخميس في 16 كانون الأول/ديسمبر 2021 – بالجائزة الذهبية في جوائز الموئل العالمية لهذا العام. تنظّم الجائزة مؤسّسةُ الموئل العالمي بالشراكة مع موئل الأمم المتحدة (UN-HABITAT).

توفّر السياسات السكنية اللبنانية القليلَ من الحماية لسكّان المدينة، ما يعني أن أكثر من نصف سكّان بيروت يفتقرون إلى الأمن السّكني. وفاقم الأزمةَ السّكنية الانهيارُ الاقتصادي في لبنان، معطوفًا على تفجير مرفأ بيروت، ما ترك المستأجِرين محدودي الدخل فريسةً لظروف السّكن السيئة، وارتفاع بدلات الإيجار وعمليات الإخلاء غير القانونية.

مرصد السّكن هو مشروعٌ يُعنى بالحقوق السّكنية، أطلقه ويديره استديو أشغال عامة الذي يضع في تصرّف السكّان خطًا هاتفيًا ساخنًا ومنصّةً إلكترونيةً للإبلاغ، بهدف رصد المظالم والانتهاكات السّكنية والتصدّي لها، بما في ذلك عمليّات الإخلاء. ويركّز عمل المرصد على بيروت تحديدًا، لكنه في طور التوسّع ليغطّي مُدنًا أخرى في لبنان.

وبينما يُدير استديو أشغال عامة قاعدة بياناتٍ مأمونةً وآمنة، يوفّر الدعم القانوني والاجتماعي المصمّم خصيصًا لتلبية الاحتياجات السّكنية لكلّ حالةٍ على حدة. كما يعمل في الوقت عينه على زيادة الوعي لدى الجماعات المهمّشة المتضرّرة، بما فيها اللبنانيّين محدودي الدخل، واللاجئين، والعمّال والعاملات الأجانب الذين يفتقرون إلى التمثيل القانوني الملائم و/أو المعرفة بحقوقهم.

أطلق المشروع آلية الإبلاغ في تشرين الأول/أكتوبر 2019، وتلقّى حينها 150 تقريرًا من أشخاصٍ تخلّفوا عن تسديد قروضهم السكنية. ولدى تحليلها، أظهرَت تلك الحالات الظّلم الناتج عن السياسات السّكنية السائدة في البلاد. ومنذ كانون الثاني/يناير 2020، استقبل المشروع 603 بلاغاتٍ عن انتهاكاتٍ سكنية، استجاب لـ 472 منها عبر تدخّلاتٍ مُوجّهة. حتى اللحظة، نجحَ المرصدُ بمَنع تنفيذ 92 عملية إخلاء، وفاوض لضمان الأمن السّكني لمئات السكّان.

بصفته الأوّل من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، يمنح مرصدُ السّكن المجتمعات المهمّشة الصّوتَ للمطالبة بالحقوق السّكنية الأساسية، كما ينبّه الرأي العام والإعلام باستمرارٍ إلى الأزمة السّكنية الخطيرة. وبناءً على ذلك، يعمل المرصدُ على حشد جهود المناصَرة المحلّية للمطالبة بإصلاح السّياسات السكنية والدّفع باتجاه مجتمعٍ أكثر عدالة.

قال الفريق الاستشاري لجوائز الموئل العالمية واللجنة الحكَم: “هذا أمرٌ مُلهمٌ جدًا وسط الأوضاع القاتمة في لبنان. إنه أمرٌ استثنائي. ففريق العمل يعالج بفعاليةٍ المشكلات التي تواجه اللاجئين والعمال والعاملات الأجانب. ما أجده رائعًا هو مدى التزامهم باستراتيجيةٍ واضحة، وإنتاج الخرائط والمعارف بمشاركة الناس، واضطلاعهم في الوقت عينه بدور المناصَرة. هذه المقاربة للحقوق السّكنية ملهمةٌ وفريدةٌ جدًا، أعني العمل مع الفئات المضطهدة في بيئةٍ قاتمة.

ثمّة قيمة فعلية لمجموعة البيانات المتأتّية عن هذه التقنية البسيطة، لجهة إظهار ظروف سكن جزءٍ كبيرٍ منقوص التمثيل من سكّان لبنان.”

ميمونة محمد شريف، المديرة التنفيذية لموئل الأمم المتحدة والحَكَم النهائي في جوائز الموئل العالمية، قالت: “جائحة كوفيد-19 أبرزَت الحاجة الماسّة إلى تعزيز الصّمود والنهوض بمجتمعاتٍ أكثر شمولًا وعدالة. إنّ تقليص المظالم المدينية هو حجرُ أساسٍ لضمان استعدادٍ أفضل لدينا جميعًا للتعامل مع الأزمات والصّدمات المستقبلية. نحن نثمّن على وجه الخصوص المبادراتِ التي تتمحوَر حول الناس، لاسيما الجماعات المهمّشة منهم، عن طريق وضع حلولٍ مصمّمةٍ خصّيصًا لتلبية احتياجاتهم وتمكينهم في خضمّ ذلك ليكونوا فاعِلين. هذه المبادرة تتماشى تمامًا وعملنا في عام 2021 لتحسين حَوكَمة الأرض وإدارتها، وكذلك مَنع عمليّات الإخلاء، لاسيما في حالات التمييز في مجال السّكن. هذا المشروع هو حلٌّ ناجحٌ وقابلٍ للتوسيع في سبيل تحقيق سكنٍ لائقٍ للجميع.”

ليلاني فرحة، المديرة الدولية لـ “ذا شيفت” (The Shift) والحَكَم النهائي في جوائز الموئل العالمية، قالت: “في ضوء انعدام الاستقرار الاقتصادي الذي يواجه الكثيرين في لبنان، جاء مشروع مرصد السّكن في التوقيت المناسب ووسط حاجةٍ ماسّةٍ إليه، ليوفّر للمستأجِرين إمكانية الوصول إلى المعلومات والمعرفة القانونية التي يحتاجونها للبقاء في منازلهم. مرصد السّكن هو تجسيدٌ عمليّ للحقّ في السّكن – استخدام القانون والآليات القانونية لمعالجة التمييز في مجال السّكن ومَنع عمليّات الإخلاء، وحماية المستأجِرين من إخلاء بيوتهم والوقوع ضحية التشرّد.”

دايفيد آيرلاند، الرئيس التنفيذي لمؤسّسة الموئل العالمي، قال: “من دون المساءلة والشفافية، يمكن للقوى الخبيثة ارتكاب أفعالها بحصانةٍ تامة. الأشخاصُ محدودو الدّخل في بيروت هم عرضةٌ لأمثلةٍ لا تُحصى من الظلم المكاني. فالدولة الضعيفة تفعل القليل لحماية حقوق المستأجِرين. لذا، ينتشر الإخلاء القسري، ومضايقات الناس وترحيلهم خدمةً للرّبح الخاص. يلقي مرصدُ السّكن الضوءَ على المظالم، ويمكّن الناس ليستطيعوا الإبلاغ عن الانتهاكات – عمليّات الإخلاء، الأملاك المهجورة وتلك المبنيّة بلا ترخيص – كما يُحاسب الحكومة والشّركات والمالِكين على ارتكاباتهم. هذا المشروع هو ركنٌ أساسي للحقّ في السّكن.”

حَكَما جوائز الموئل العالمية:

·  ميمونة محمد شريف – المديرة التنفيذية لموئل الأمم المتحدة؛

·  ليلاني فرحة – المديرة الدولية لـ “ذا شيفت” (The Shift)

أعضاء الفريق الاستشاري لجوائز الموئل العالمية (اللجنة الحكَم):

·  أبيغايل شتولتزفوس – جوائز الموئل العالمية (مسؤولة البرنامج)، الموئل العالمي

·  آدم تشاليس – عضو مجلس الأمناء، الموئل العالمي

·  د. أنغوس كينيدي (وسام الإمبراطورية البريطانية برتبة ضابط) – الرئيس، الموئل العالمي

·  كريستوف لالاند – مدير وحدة الإسكان، موئل الأمم المتحدة

·  د. كلاوديا موراي – باحثة بالزمالة في كلّية العقارات والتخطيط، جامعة ريدينغ

·  دايفيد آيرلاند (وسام الإمبراطورية البريطانية برتبة ضابط) – الرئيس التنفيذي، الموئل العالمي

·  د. غراهام تيبل – مستشار في القضايا المدينية والسّكنية في البلدان النامية، مُحاضِرٌ سابقٌ في التنمية والسياسات السّكنية، ومديرٌ مُشارِك لـ GURU (وحدة البحث المديني العالمي)، جامعة نيوكاسل

·  ماريانا غالو – جوائز الموئل العالمية (مديرة البرنامج)، الموئل العالمي

·  سورشا إدواردز – الأمينة العامة، إسكان أوروبا (Housing Europe)

·  تيري ألافات (وسام الإمبراطورية البريطانية برتبة قائد) – الرئيس التنفيذي السابق، المعهد المعتمد للإسكان (Chartered Institute of Housing)

·  بروفسور إيف كابان – وحدة التخطيط التنموي، كلّية لندن الجامعية (UCL)

السكن