في منتصف الشهر الماضي، تلقّى مرصد السكن بلاغاً حول تلقّي وديعة، صاحبة “سناك دي دي” في شارع الخازنين، تهديداً بالإخلاء من محلها حيث كانت تعمل وتسكن، رغم مواظبتها على دفع الإيجار بشكل منتظم ودون تأخير.
عاشت وديعة، وهي تبلغ من العمر ٦٣ سنة وتتعالج من مرض السرطان، تفجير المرفأ وتدميره محلّها الذي تمكّنت من ترميمه وإعادة تشغيله بمساعدة من الجمعيات وبعض الجيران والزبائن. لكنّها اضطرّت أخيراً إلى إخلاء “سناك دي دي” في أول شهر شباط، بسبب عدم تحمّلها مضايقات المالكة. وهي منذ أسبوعين، تبيت وأغراضها تحت الجسر المواجه لشارع الاستقلال في مار مخايل، بعدما انقطع مدخولها نتيجة إقفال محلّها.
اليوم، بلّغتنا وديعة بأن فوج حرس بيروت، التابع لمكتب المحافظ، أمهلها ٢٤ ساعة لنقل أغراضها من تحت الجسر.
يستنكر مرصد السكن أولاً غياب حماية الحق بالسكن والسماح بتشريد السكان الأكثر تهميشاً، وثانياً تصرّف بلدية بيروت التي لا تسمح للمواطنات\ين بالاستفادة من الأماكن العامة. ويرى المرصد في ممارسات بلدية بيروت، بطردها المستمر للأفراد اللواتي والذين يلجؤون إلى المجال العام، محاولةً من البلدية إخفاء مظاهر التشرّد ونفي وجود المشكلة، بدلاً من إيجاد حلول جدية ومستدامة لها، وبدائل سكنية لمن يُجبرن عليها. ليس النوم في المكان العام جريمة، بل هو نتيجة مباشرة لغياب الدولة عن دورها في حماية الحقوق السكنية. ويؤكد المرصد أن الأزمة الحالية ستُسفر عن تفاقم حالات التشرّد، وأن الأرصفة والجسور هي المأوى الأخير حين تغيب الأطر التي تحمي الحق في السكن.